مع الاعتذار لِـ (سيبويه وزملائه من النّـحويين واللّـغويين) هناك قصيدة شعبية باللهجة المصرية تقول بعض كلماتها : ( أَنَـا مُـش أَنَـا، أنا مُــش عَـارِفْـنِـي، أنَـا تُـهْــت مِـنّـي)!! وتلك وإنْ كانت كلمات بسيطة إلا أنها تُـصَـوّر بإيجاز حَــال بعضنا مع موجات الـتّـصنِــيف الفكري التي أصبحت تَـضـرب مجتمعنا، وهي مُـتعَـة لفريق من الناس تفرغوا لِتَــشـريح وتجريح عباد الله! فَمـن نطق أو كتـب يَـنتقد تصَـرفاً سلبياً من أحد رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو (لِيـبْــرالي)!! أما مَـن يتصدى لمحاولة بعض وسائل الإعلام تشويه صورة الهيئة فهو (مُـتَـطرف ومتَـشَـدّد أو إخـوانِـي)! فالـتّـهَـم جاهِـزة ومُـعَـلّـبَـة عند أولئك حتى أنّ الإنسان يَـحَـتار في نَـفْـسِـه ويُـرَدّد: ( أنا مُـش أَنَـا، أنا مُــش عَـارِفْـنِـي، أنَـا تُـهْــت مِـنّـي)، فمتى تنتهي ظاهرة التصنيفات التي تقسم المجتمع؟! ومتى تَـصْـدر في حَـقّ مرتكبيها ومروجيها الـعُـقوبات؟! (1000 ممرضَـة) أنا مُـش أَنَـا، أنا مُــش عَـارِفْـنِـي، أنَـا تُـهْــت مِـنّـي) ربما تَـغَـنّـى بها بعض شبابنا وفتياتنا العاطلين عندما قرؤوا عن إعلان (الصّـحة) طَـلَـب ألف ممرضة من الفلبين برواتب مغرية لمستشفيات في مكة المكرمة؛ فلسان حالهم نحن أولى بتلك الوظائف؛ فقط نحتاج التدريب والمتابعة!! (القصيم تُـعالِـج الـسّـودان) قوافل الطَـب التّـطوعية في القصيم تُـعالِـج (3000 مريض) في السّـودان، يُـشكر القائمون على تلك الـحَـمَـلة على مبادرتهم وتَـطّـوعهم؛ لكن قبل أن يَـذهبوا للسّـودان هل زاروا جميع المحافظات والـقَـرى البعيدة بالقصيم؟! وهَـل أغلقوا المَـلفات العلاجية لأهلها من المحتاجين والمساكين الذي أنهكتهم المواعيد الطبية؟! أعتقد (لا)، فعندما يطالع أحد أولئك الـغَـلابَى خَـبرَ تَـطّـوّع أبناء منطقته للخارج وهو مَـنسِـيٌ في الـدّاخل سيقول: (أنا مُـش أَنَـا، أنا مُــش عَـارِفْـنِـي، أنَـا تُـهْــت مِـنّـي) !! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain