تحقيق إخباري : ريفيو جنوب لبنان يتهافتون على محال "البالة" لشراء احتياجات عيد الفطر

  • 5/14/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد محال الألبسة المستعملة "البالة" إقبالا كبيرا من أهالي ريف جنوب لبنان خلال الأيام الأولى من عيد الفطر لشراء ما أمكن من احتياجات ضرورية للعائلة من ألبسة وأحذية والعاب أطفال. وتعتبر هذه المحال مقصد الكثير من الأسر اللبنانية والسورية النازحة التي تعاني من غلاء الأسعار في محال الألبسة الجديدة على عكس محال الألبسة المستعملة المراعية لوضع الأسر التي أرهقتها الأزمة الأقتصادية الحادة . المواطنة الخمسينية سلام منصور تجهد في التفتيش وبهدوء في محل "بالة" في سوق بلدة "كفركلا" الجنوبية عن ملابس تقدمها كهدايا لأطفالها الأربعة في عيد الفطر بمبلغ زهيد وفرته خلال الأشهر القليلة الماضية في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه. وشهدت محال البالة طفرة متسوقين في معظم مناطق جنوب لبنان الريفية ، وباتت مقصد الكثيرين لتسوق مختلف السلع البخسة الثمن نتيجة لتردي الوضع الأقتصادي والبطالة وتراجع الدخل. وقالت سلام منصور لوكالة أنباء ((شينخوا)) "البالة هي الملاذ الوحيد لارتداء عائلتي ملابس بأسعار مقبولة في عيد الفطر،ولولاها ما فكرت للحظة في شراء ثياب جديدة وأحذية والقليل من الحاجيات المنزلية الضرورية،فراتبي الذي اتقاضاه من عملي في معمل خياطة لا يتجاوز 100 دولار أمريكي وبالكاد يكفي لشراء القليل من حاجياتنا". وعند المدخل الشمالي لبلدة "الطيبة" بجنوب لبنان تنتشر الكثير من معروضات تجار "البالة" الذين تفننوا في عرضها بشكل يسمح بمعايتنها من قبل المتسوقين . الفتاة العشرينية جهينة الرفاعي اختارت من بين هذه البسطات عدة قطع من الملابس الصيفية مقابل 13 آلف ليرة لبنانية لكل قطعة ( ما يساوي دولار أمريكي واحد وفق سعر صرف السوق الموازية). وأشارت جهينة لـ ((شينخوا)) إلى أنها تقصد محال "البالة" بعدما بات راتبها الشهري في مدرسة خاصة لا يوازي 70 دولارا أمريكيا بعد تدهورقيمة العملة اللبنانية ما أنعكس سلبا على قدرتها الشرائية . وأضافت أن مجموعة المعروضات في هذه البسطات متدنية الأسعار بشكل لافت من تلك المعروضة في المحال المزخرفة بالديكورات المثيرة للنظر والمتعبة للجيب. من جهتها قصدت النازحة السورية إلى مخيم سردة عطاف مشيمش (45عاماً) سوق "البالة" في بلدة الخيام بجنوب لبنان بحثاً عن ملابس وهدايا مميزة وبخسة الثمن لأطفالها الثلاثة في هذه المناسبة السعيدة. وخلال تفحصها لألبسة معلقة فوق أعمدة خشبية تربط بينها أسلاكا معدنية قالت لـ ((شينخوا)) لم تمكنني ميزانيتي المتواضعة من شراء ملابس ثمينة فهذه المعروضات الرخيصة مناسبة. وأمام محله في سوق بلدة "كفر رمان" عرض حسن فحص (52 عاماً) بشكل عشوائي الكثير من ملابس الأطفال والرجال والنساء بعدما اضطر لإقفال محله بناء لتعليمات وزارة الصحة اتقاء من فيروس كورونا. وقال لـ ((شينخوا)) معروضات "البالة" هي وجهة فئة كبيرة من المتسوقين الذين أفقرتهم أوضاع البلاد الأقتصادية الصعبة وباتوا غير قادرين على شراء ما يحتاجونه مع تدني الراتب الشهري والمتآكل للعمال والموظفين. وأضاف " نمر بوضع معيشي رديء من الصعب تحمله لفترة أطول ليبقى همنا تأمين ما يسد جوع أطفالنا وحاجياتهم الضرورية من ملبس وأدوية" . ويواجه لبنان سلسلة أزمات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية متشابكة أدت إلى ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 في المائة وإلى تفاقم البطالة والتضخم المالي وانهيار العملة المحلية والقدرة الشرائية وسط تراجع متسارع في احتياطي النقد الأجنبي منذ أكتوبر 2019 مع تجميد المصارف للسحوبات النقدية بالدولار الأمريكي وتقييدها بالعملة المحلية.

مشاركة :