المحكمة تلزم «الأشغال» تعويض مواطن بـ75 ألف دينار

  • 5/15/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تسربت مياه الصرف إلى عقاره فأصبح غير صالح للسكن أكدت مسؤولية الوزارة عن مراقبة شبكة الصرف وبيان صلاحيتها حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الإدارية‭ ‬بإلزام‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬دفع‭ ‬75‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لمواطن‭ ‬تعويضا‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬التابعة‭ ‬للوزارة‭ ‬إلى‭ ‬أسفل‭ ‬العقار‭ ‬الذي‭ ‬يملكه‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬أساسات‭ ‬العقار‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬السكن‭ ‬فيه‭ ‬وضرورة‭ ‬هدمه‭ ‬وإعادة‭ ‬بنائه‭ ‬مجددا‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬الفنية‭ ‬الهندسية‭ ‬التي‭ ‬اطلعت‭ ‬عليها‭ ‬المحكمة‭ ‬وبشهادة‭ ‬الشهود،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬مسؤولية‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬ومراقبة‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬كونها‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬منعا‭ ‬لأى‭ ‬خلل‭ ‬قد‭ ‬تحدثه،‭ ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالعقار‭ ‬لم‭ ‬تقع‭ ‬بسبب‭ ‬قوة‭ ‬قاهرة‭ ‬أو‭ ‬حادث‭ ‬فجائي‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬صاحب‭ ‬العقار‭ ‬نفسه‭ ‬بما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬مسؤولية‭ ‬الوزارة‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬تلك‭ ‬الأضرار‭.‬ وكان‭ ‬مالك‭ ‬العقار‭ ‬قد‭ ‬لجأ‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬وذكر‭ ‬في‭ ‬دعواه‭ ‬أنه‭ ‬يمتلك‭ ‬العقار‭ ‬مسجلا‭ ‬بوثيقة‭ ‬عقارية‭ ‬بمنطقة‭ ‬المحرق‭ ‬وبسبب‭ ‬سوء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المجاورة‭ ‬للعقار‭ ‬تسربت‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬التربة‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬هبوط‭ ‬الأرض‭ ‬وميلان‭ ‬العقار،‭ ‬وعلى‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬إخلاء‭ ‬العقار‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬توجيهات‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وتبين‭ ‬بعد‭ ‬الفحص‭ ‬والمعاينة‭ ‬الهندسية‭ ‬للعقار‭ ‬وجود‭ ‬ميلان‭ ‬في‭ ‬العقار‭ ‬نتيجة‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬التربة‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وقد‭ ‬خاطب‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬مباشرة‭ ‬وبواسطة‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬بشأن‭ ‬تعويضه‭ ‬عما‭ ‬لحقه‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬جراء‭ ‬إخلالها‭ ‬بواجباتها‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬وصيانة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬طلبه‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬له،‭ ‬فرفع‭ ‬دعواه‭ ‬طالبا‭ ‬فيها‭ ‬ندب‭ ‬خبير‭ ‬هندسي‭ ‬تكون‭ ‬مهمته‭ ‬معاينة‭ ‬العقار‭ ‬المتضرر،‭ ‬وإلزام‭ ‬الوزارة‭ ‬بتعويضه‭.‬ وقبل‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬أمرت‭ ‬بندب‭ ‬خبير‭ ‬هندسي‭ ‬لبيان‭ ‬حقيقة‭ ‬الواقعة‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬أعد‭ ‬تقريره‭ ‬اعترضت‭ ‬الوزارة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير،‭ ‬فأمرت‭ ‬المحكمة‭ ‬مجددا‭ ‬بإعادة‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬الخبير‭ ‬لبحث‭ ‬اعتراضات‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬وبيان‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التسريب‭ ‬بشبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬التابعة‭ ‬للوزارة‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الوحيد‭ ‬الكافي‭ ‬لحدوث‭ ‬ميلان‭ ‬المبنى‭ ‬عن‭ ‬التداعي‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬أم‭ ‬تداخلت‭ ‬معه‭ ‬أسباب‭ ‬أخرى،‭ ‬فأنهى‭ ‬الخبير‭ ‬تقريره‭ ‬وقدمه‭ ‬للمحكمة‭.‬ وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬أن‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بحكم‭ ‬وضعها‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬قد‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬ضرر‭ ‬بالمباني‭ ‬المحيطة‭ ‬ويجب‭ ‬الكشف‭ ‬على‭ ‬آثار‭ ‬ذلك‭ ‬الضرر‭ ‬مسبقا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬عنها‭ ‬أن‭ ‬يدأب‭ ‬على‭ ‬مراقبتها‭ ‬وملاحظتها‭ ‬وتعهدها‭ ‬في‭ ‬باطن‭ ‬الأرض‭ ‬ليستوثق‭ ‬من‭ ‬دوام‭ ‬صلاحيتها‭ ‬وإلا‭ ‬كان‭ ‬مقصرا‭ ‬مسؤولا‭.‬ وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬استجلاء‭ ‬لوجه‭ ‬الحق‭ ‬قد‭ ‬ندبت‭ ‬خبيرا‭ ‬هندسيا‭ ‬انتهى‭ ‬في‭ ‬تقريريه‭ ‬الأصلي‭ ‬والتكميلي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعاينة‭ ‬الفنية‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬مبنى‭ ‬التداعي‭ ‬قد‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬تشييده‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬16‭ ‬سنة‭ ‬تقريبا،‭ ‬وأن‭ ‬حالته‭ ‬الإنشائية‭ ‬الخارجية‭ ‬مقبولة‭ ‬فنيا،‭ ‬وأنه‭ ‬ثبت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعاينة‭ ‬الفنية‭ ‬والفحوصات‭ ‬والاختبارات‭ ‬للعقار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركة‭ ‬المختبرات‭ ‬الهندسية‭ ‬بأن‭ ‬مبنى‭ ‬التداعي‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬به‭ ‬هبوط‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬ميلان‭ ‬نتيجة‭ ‬تسريب‭ ‬مياه‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ومن‭ ‬وصلات‭ ‬توزيع‭ ‬الماء‭.‬ كما‭ ‬تبيَّن‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬وجود‭ ‬أنبوب‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬الرئيسي‭ ‬وعليه‭ ‬شقوق‭ ‬محورية‭ ‬ومحيطة‭ ‬وكانت‭ ‬المياه‭ ‬مرئية‭ ‬تتسرب‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬عبر‭ ‬التربة‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬أساسات‭ ‬المبنى‭ ‬نتيجة‭ ‬التخلخل‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬أسفل‭ ‬الأساسات‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬ميلان‭ ‬العقار،‭ ‬كاشفا‭ ‬التقرير‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭ ‬فإن‭ ‬المتسبب‭ ‬في‭ ‬ميلان‭ ‬مبنى‭ ‬التداعي‭ ‬والأضرار‭ ‬الفنية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تخلخل‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬تحت‭ ‬أساسات‭ ‬مبنى‭ ‬التداعي‭ ‬هي‭ ‬شبكة‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬بنسبة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬95%‭ ‬وأن‭ ‬تسربات‭ ‬شبكة‭ ‬المياه‭ ‬التابعة‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬قد‭ ‬أسهمت‭ ‬بنسبة‭ ‬5%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الأضرار‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬رصف‭ ‬أرضية‭ ‬الممرات‭ ‬المحيطة‭ ‬والقريبة‭ ‬من‭ ‬العقار‭ ‬غير‭ ‬متساوية‭ ‬وبها‭ ‬هبوط‭ ‬شديد‭ ‬وحاد‭ ‬بمناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الهبوط‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬عيوب‭ ‬فنية‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وانتهى‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭ ‬الأضرار‭ ‬بالعقار‭ ‬بالغة‭ ‬وأن‭ ‬إصلاحه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭ ‬غير‭ ‬مجدٍ‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬مؤقتا‭ ‬وخطر‭ ‬على‭ ‬قاطنيه،‭ ‬ويجب‭ ‬إزالة‭ ‬المبنى‭ ‬بالكامل‭ ‬وإعادة‭ ‬بنائه‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وخلص‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬هدم‭ ‬المبنى‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬المبنى‭ ‬بذات‭ ‬المواصفات‭ ‬تساوي‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬74840‭ ‬دينار‭ (‬أربعة‭ ‬وسبعون‭ ‬ألف‭ ‬وثمانمائة‭ ‬وأربعون‭ ‬دينارا‭).‬ وأكدت‭ ‬المحكمة‭ ‬أنها‭ ‬اطمأنت‭ ‬لتقريري‭ ‬الخبير‭ ‬واقتناعها‭ ‬بكفاية‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬الخبير‭ ‬وبسلامة‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬بنى‭ ‬عليها‭ ‬رأيه‭ ‬وما‭ ‬يعزز‭ ‬ذلك‭ ‬شهادة‭ ‬المختص‭ ‬بالمجلس‭ ‬البلدي‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بمشاكل‭ ‬العقار‭ ‬ووجد‭ ‬هناك‭ ‬تسريبات‭ ‬مستمرة‭ ‬إما‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬القديم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬توصيلات‭ ‬المياه‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يشاهد‭ ‬قيام‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬بأعمال‭ ‬الإصلاحات،‭ ‬وأضافت‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬حكمها‭ ‬أنها‭ ‬تقدر‭ ‬من‭ ‬مطالعة‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير‭ ‬المنتدب‭ ‬أن‭ ‬خطأ‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬كافيا‭ ‬لإحداث‭ ‬النتيجة‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بها‭ ‬مستغنيا‭ ‬بذاته‭ ‬عن‭ ‬مساهمة‭ ‬الأخطاء‭ ‬الأخرى،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بمنزل‭ ‬المدعي‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬بسبب‭ ‬أجنبي‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬قاهرة‭ ‬أو‭ ‬حادث‭ ‬فجائي‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬المضرور‭ (‬المدعي‭) ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬الغير،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تقضي‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬بإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات،‭ ‬بأن‭ ‬تؤدي‭ ‬للمدعي‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬74840‭ ‬دينارا‭ ‬تعويضا‭ ‬شاملا‭ ‬لكل‭ ‬الأضرار‭ ‬ورفضت‭ ‬طلب‭ ‬الفائدة‭ ‬لأن‭ ‬المبلغ‭ ‬المقضي‭ ‬به‭ ‬كتعويض‭ ‬عن‭ ‬الأضرار‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬المدعي‭ ‬جراء‭ ‬المسؤولية‭ ‬التقصيرية‭ ‬للمدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬هو‭ ‬حق‭ ‬مدني‭ ‬فلا‭ ‬يستحق‭ ‬عنه‭ ‬فائدة‭ ‬طبقا‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ ‬228‭ ‬من‭ ‬القانون‭ ‬المدني‭.‬

مشاركة :