سؤال محموم يشعل كرسي رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، بعد أن طرح كتاب جديد لمايكل أشكروفت جوانب من السيرة الذاتية الممنوعة لـديف وكشف النقاب عن تعاطيه المخدرات ومشاركته في حفلات ماجنة أيام الجامعة، وقلب صفحات مريرة أخرى، منها وفاة ابنه إيفان، والعلاقة المتوترة التي تجمع بين زوجته سامنتا وجارتها فرانسيس، زوجة وزير المالية البريطاني جورج أوسبورن. وأفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن زميل كاميرون في الجامعة الصحافي اليميني الشهير جيمس ديلينغبول كان يشاركه في تعاطي المخدرات في شقته الفخمة، ضمن ثلاثي يضم المؤلف الشهير جيمس فيرغسون، يصخب فيها صوت موسيقى الروك العائدة لفترة السبعينيات. وأدمن كاميرون كذلك تمضية سهرات ماجنة مع مجموعة أثرياء معروفة باسم نادي بولنغدون. في كلية إيتون ولم تكن تلك هي الفترة الأولى التي تشهد تورط كاميرون في الممنوعات، حيث كاد يلقى القبض عليه في إيتون، وواجه بضيق بالغ تعرضه للطرد من الكلية الشهيرة قبل بضعة أسابيع على تقديم الامتحانات، وذلك بعد أن أوقفت الشرطة سبعة شبان آخرين. أما على الصعيد العاطفي، فلم تخل حياة كاميرون من مغامرات من العيار الثقيل أيضاً، حيث يتذكر أحد زملائه الشاب الأشقر الوسيم الواثق، الذي كان محط أنظار الفتيات اللواتي كنّ يتقاطرن دخولاً وخروجاً من شقته الجامعية. وعاش قصصاً عاطفية مع كل من كاثرين سنو، وفرانشيسكا فيرغوسون، نصف الألمانية. أما عواطفه الأقوى فكانت حيال الشقراء لورا آدشيد، التي واعدها لعام كامل قبل أن يفترقا، وتصبح راهبةً تعيش في أميركا. ويمضي أشكروفت في استعراض زمني متسلسل لحياة كاميرون، وصولاً إلى مرحلة ولادة ابنه إيفان عام 2002، بداية فترة العذاب الحقيقية لرجل كان ينعم بحياة راغدة، قبل أن يجد نفسه أباً لطفل مصاب بعدد من الإعاقات، التي تتطلب اهتماماً على مدار الساعة، وينجم عنها عواقب عاطفية وعملية ومهنية ومادية وخيمة. لم تعد الحياة كما كانت عليه قبل تشخيص حالة إيفان، إلا أن الثنائي الكاميروني أظهر مرونة وقوة في التعامل مع الحالة الطارئة، وفي حين فشلت معظم الزيجات تحت وطأة وقسوة تربية طفل معاق، أكد أصدقاء العائلة أن الأبوين كانا مصممين على ألا تدمر الظروف المستجدة حياتهما. وقد كان التعامل مع حالة إيفان عبارة عن عملية اهتمام مكثفة، حيث الأدوية التي لا تنتهي، وقد وصل عددها أحياناً إلى عشرين دواءً في اليوم الواحد، إضافة إلى حالات الطوارئ المنتظمة والمرتبطة بالالتهابات ونوبات الصرع المتكررة وهبوط أو ارتفاع ضغط الدم. وقد عبر كاميرون عن نهاية تلك المرحلة من حياته، التي سطرت نهايتها وفاة إيفان عام 2009 بوصفها بالصدمة التي صعقته كقطار شحن. في داونينغ ستريت وحين انتقلت العائلة إلى رقم 10 داونينغ ستريت، يتابع أشكروفت، أنفقت قرابة 30 ألف جنيه استرليني خاضعة للضرائب على أعمال التجديد، وأضافت إليها بضعة آلاف كلفة مطبخ من الطراز الحديث، إلا أن فرحة البيت الجديد نغصتها علاقة الزوجتين كاميرون وأوسبورن. وعلى الرغم من أن ملامح العداوة لا تظهر بقوة على علاقة سامانتا وجارتها فرانسيس، زوجة وزير المالية البريطانية جورج أوسبورن، إلا أنه يشار إلى مشاعر من عدم الود بينهما، يعززها عدم حصول فرانسيس على الدعم الضريبي. حساسية كان يمكن لنمط حياة عائلة كاميرون اليومية الروتينية الحساس المتنوع بين إعطاء الأدوية للابن إيفان في مواعيدها وتقسيم مواعيد الوجبات والنوم والتمارين الطبية أن تضرب به الفوضى عرض الحائط، في أي لحظة يتعرض الطفل لنوبة صرع أو يصاب بالتهاب ما، في حين كانت الالتهاب الرئوية تعتبر المشكلة الأكثر تكراراً.
مشاركة :