طارق الشناوي يكتب: ترمومتر العدالة!

  • 6/17/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الكل يترقب بشغف ما سوف تفعله (الشركة المتحدة للإنتاج الإعلامى) للتصدى لحالة البطالة التى يواجهها عدد كبير من الفنانين والفنيين. أرى قدرًا لا ينكر من التفاؤل فى عيون أغلب من رأيت من المبدعين، خاصة هؤلاء الذين صاروا يقفون على الخط، وعدد منهم يعانى الجمود قبل إنشاء الشركة، أى أنه لا يستطيع أن يتهم المسؤول السابق بتهميشه وتعمد إقصائه، هناك دائما معادلات فى الحياة تؤدى لتواجد فلان واستبعاد علان، الكفاءة مؤكد تلعب دوراً رئيساً، ولكنها ليست كل شىء، الحياة الفنية مليئة بالألغام والألغاز، ومن يكمل الطريق هو فقط القادر على قراءة الشفرة. سألتنى المذيعة الفضائية: هل تنتهى الشكوى؟ أجبتها: فى حالة واحدة فقط، لو ألغينا من حياتنا التعاطى مع الفن، مستحيل أن يتوقف الإنسان عن الشكوى، لأنه ببساطة سيظل هناك أغلبية لا تعمل، وهو ما نراه طوال الزمن وفى كل المجالات، الفنان عادة لديه (ترمومتر) خاص لقياس العدالة التى هى من وجهة نظره تتحقق فى حالة واحدة فقط عندما يكثر الطلب عليه، وبعد أن يتحقق له ذلك يرتفع منسوب العدالة (الزئبقى) ليصبح الرضا مقرونًا بالحصول على البطولة، ونفسه الأمارة أحيانا بالسوء تقول له إنه ليس أقل من هذا النجم الذى يتصدر (الأفيش)، فتتجدد شكواه، العدالة ليست مقياساً مطلقاً، ولكنها مع الأسف فى الكثير من مظاهر حياتنا نسبية، وعلى الرقعة الفنية لأنها غير مقننة بمعيار ثابت، تصبح العدالة زجزاجية (حبة فوق وحبة تحت). نعم.. هناك خطوة إيجابية ستؤدى حتما لفتح الباب أمام العديد من شركات الإنتاج، وبالتالى سنجد وجوها أخرى، كما أن إتاحة مجال الإنتاج المشترك فى الداخل والخارج سيقضى على شبح الاحتكار، كل هذا يدعم الإحساس بالتفاؤل، كما أن بعض الفنانين صاروا يقدمون (السبت) للرأى العام وأيضا للمسؤول عن الشركة، فى انتظار الحصول على باقى أيام الأسبوع، فهم لا يتوقفون أبدا عن ترديد مقولة ضرورة عودة (الدراما النظيفة) التى يعتقدون أن الشركة فى ثوبها الجديد تضعها على قائمة أهدافها، ولا أتصور أن الأمر على هذا النحو، مؤكد أن الإسفاف والتردى والتجارية مرفوضة تماما، ولكن لا يعنى ذلك أن تصبح (الدراما المعقمة) هى العنوان.. الشارع يحمل كل المتناقضات، الخير والشر، الحلال والحرام، القانون وازدراء القانون، وليس من المنطقى أن نجرى وراء المقولات الشائعة بأن نحمل الدراما كل موبقات المجتمع، وأكبر مثال صارخ على ذلك هو أن نردد وعلى مدى نصف قرن بكل ثقة أن مسرحية (مدرسة المشاغبين) هى المسؤولة عن تدهور مستوى التعليم فى ربوع مصر. البعض يلهث وراء أحلام العودة للعمل ويقدم نفسه باعتباره المنقذ المنتظر، وهى حيلة خاصمها الزمن بزمن. الدنيا تتغير والإبداع أيضا تغير مذاقه وقواعده.. نعم، بين الكبار من لا يزال بداخله جذوة الإبداع متقدة، لكن العدد الأكبر منهم انطفأت تماما بداخلهم تلك الومضة. هناك توجه لدور قادم للنقابة، إلا أنها لن تفرض أحدا ولا يجوز، ستعمل فقط على زيادة دائرة الاختيار، ويجب أن يترافق مع ذلك إقامة ورش تدريبية، حتى تضمن أن أعضاءها لايزالون فى حالة لياقة إبداعية. الفنان لديه (زئبقه) الخاص داخل (الترمومتر)، وتلك هى العدالة التى يتحدثون عنها وينتظرونها!!. المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).

مشاركة :