طرابلس - حذّر محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، من تجاوز اختصاصاتها، مستنكرا دعوة وزارة الخارجية الإيطالية لبلاده إلى عقد ملتقى مصالحة في إيطاليا دون التنسيق معه. جاء ذلك في خطاب عاجل وجهه المنفي إلى المنقوش، طلب فيه منها إلغاء مؤتمر ليبي في إيطاليا حول المصالحة الوطنية، في خطوة كشفت عن وجود خلافات داخل معسكر السلطة التنفيذية وعن غياب التنسيق بين الأطراف الليبية الحاكمة. وندّد المنفي باتفاق بين وزارة الخارجية الليبية ونظيرتها الإيطالية، تضمنّ إرسال وفد من أطياف الجنوب الليبي إلى روما بدعوة من وزارة الخارجية الإيطالية لعقد ملتقى مصالحة، وذلك دون التنسيق المسبق مع المجلس الرئاسي. وقال المنفي "نحن نشجب ونستنكر هذا التصرف من قبل وزارة الخارجية الإيطالية، الأمر الذي يستوجب إلغاء المؤتمر المشار إليه، وإخطار الجانب الإيطالي بضرورة احترام مبادئ السيادة الداخلية ومراعاة علاقات حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة". وأوضح المنفي في خطابه أن مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي أوكلت إلى المجلس الرئاسي إطلاق مسار المصالحة الوطنية، وذلك بتشكيل مفوضية وطنية عليا للمصالحة، مشيرا إلى قراره رقم 5 لسنة 2021 بإنشاء المفوضية الوطنية العليا للمصالحة. وكان المجلس الرئاسي أعلن منذ الأسبوع الأول من شهر أبريل الماضي، عن تشكيل مفوضية عليا للمصالحة الوطنية، تكون مهمتها إنهاء الخلافات والعداوات بين الليبيين التي راكمتها حرب دامت 10 سنوات. وفي مطلع شهر يونيو انطلقت ملتقيات المصالحة الوطنية في ليبيا، بمشاركة كافة الليبيين من كل الأطياف والمكونات الاجتماعية، وتحت إشراف المجلس الرئاسي، في لقاءات تستهدف تحقيق المصالحة بين كافة الليبيين، بعد سنوات من الانقسام. وهذه ثاني مرّة يوجه فيها رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، تحذيرا وتنبيها إلى وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، حيث سبق أن وجه لها رسالة في شهر مايو الماضي، دعاها فيها إلى ضرورة التريث في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بإعفاء وتعيين موظفين وسفراء في قنصليات البلاد. واعتبر المنفي أن وزيرة الخارجية ارتكبت "مخالفة صريحة" بإعفاء ثلاثة سفراء ومندوبين، والإسراع في تعيين آخرين مكانهم، لكن المنقوش دافعت عن نفسها، وأكدت أنها مارست اختصاصاتها وفق صحيح القانون والاتفاق السياسي في ما يخص إبلاغ السفراء والمندوبين بانتهاء فترة إيفادهم بالخارج وعدم رغبة الوزارة بالتمديد لأي منهم، وتكليف أقدم الدبلوماسيين بمهام تسيير تلك السفارات والبعثات. ويتوجه المنفي الثلاثاء إلى روما، في أول زيارة رسمية له للعاصمة الإيطالية، بعد توليه المنصب، لإجراء مباحثات مع الجانب الإيطالي. وذكرت بوابة الوسط الليبية الثلاثاء أن زيارة المنفي إلى إيطاليا تأتي عشية انعقاد مؤتمر برلين الثاني، والذي من المقرر أن ينطلق الأربعاء ليؤكد الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا وتقديم الدعم القوي للسلطة الانتقالية، من أجل إجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر المقبل. وزار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة الشهر الماضي العاصمة روما، لبحث التعاون وتعزيز العلاقات بين البلدين. وأقيم منتدى الأعمال "ليبيا الجديدة تقدم نفسها للشركات الإيطالية"، خلال زيارة الدبيبة إلى روما. والتقى رئيس الوزراء ماريو دراغي في مقر رئاسة الوزراء في العاصمة روما الدبيبة، لمناقشة التعاون الثنائي بين البلدين.
مشاركة :