قد تأخذنا مشاغل الحياة اليومية وكثرة السفر عن متابعة ما يحدث كل يوم في الداخل ببلادنا.. وخير برهان على ذلك ما تناقشنا فيه أنا واثنان من أصدقائي القدامى .. إذ لم ألتقِ بأحدهم منذ ثلاثة أعوام والآخر نتقابل على فترات متباعدة .. ورجوعاً لأمر بلادنا وخاصة مقر مسكننا في عروس البحر الأحمر فلقد تكشّف لنا أن هناك الكثير والكثير من التغير في البنى التحتية والخدمية والترفيهية.. فلقد انبهر الصديق المسافر منذ سنوات بكم المشاريع والتحول الحضاري الذي تم إنجازه بجدة خلال فترة وجيزة لتتواكب مع ما تشهده المملكة من مسيرة تنموية كبرى يقودها بحكمة واقتدار القيادة الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز .. وبتواجد على أرض الواقع ومتابعة من أمير المنطقة المحبوب الأمير خالد الفيصل .. وبجهود كبيرة من الرجال المخلصين القائمين على المشاريع تخطيطاً ومتابعة وتنفيذاً. وفنّدنا ما يتم إنجازه الآن من مشاريع وفق وتيرة فاقت التوقعات في آن واحد .. فمنها مطار الملك عبد العزيز أحد أهم المشاريع التي يتم تنفيذها على مستوى المنطقة الغربية إذ سيكون قادراً على استيعاب 30 مليون مسافر سنوياً.. ومدينة الملك عبد الله الرياضية التي صممت كالجوهرة المشعة في سماء جدة لاستضافة المسابقات المحلية والقارية والدولية لكي نحاكي المدن العالمية ويتحاكى العالم عن مدى توسعنا الثقافي والرياضي بشتى أنواعهما.. ومشاريع مجاري السيول الحصن الواقي من الأمطار والسيول التي أرقتنا كثيراً السنوات الماضية .. ومستشفى شمال جدة المتوقع استيعابه 500 سرير الذي بنته وزارة الصحة بأكثر من 253.7 مليون ريال خدمة لأبناء جدة الطيبين.. فضلاً عن الاستاد الرياضي الذي يستوعب 60.000 متفرج ليتسع للشباب من كل مكان لمشاهدة رياضتهم المفضلة بعيداً عن المشاحنات والمضايقات في المواقع الضيقة. وقال أحدهما ولكن الأمر يعطي دلالة على أن الأهداف تنصب على تلبية احتياجات المحافظة من المشاريع الخدمية والتنموية واقتراح الأولويات ومتابعة تنفيذ المشاريع وهذا جهد بالفعل له تقديركبير.. إلا أني أتساءل كيف تتواصل تلك المشاريع الكبرى في الكثير من المواقع. فأجبت بقولي من يضع يده على أرض الواقع سيجد صورة رائعة لما يتم تنفيذه من مشاريع خدمية تقدر بعشرات المبادرات وكلها من أجل الارتقاء بالخدمات لرفاهية المواطن .. وهذا يتم وفق خطة إستراتيجية في سياق برامج تطويرية شاملة تعتمد على حلول جذرية حاسمة منهجاً وأسلوباً وغاية.. وكل ذلك يهدف في النهاية إلى راحة المواطنين وخدمتهم على أفضل ما يكون. ودار مجلسنا لساعات حول حجم كبير من التحديات التي واجهها القائمون على تلك المشاريع وغيرها الكثير.. وكذلك التي صاحبت تنفيذ هذه المشروعات.. وفي جانب آخر الكثير من الصعوبات التي وجدت تفهماً مشكوراً من أهالي المحافظة يقيناً منهم بالمصلحة التي تصب من أجلهم. وفي نهاية جلستنا رفع جميعنا أيدينا عالياً داعين العلي القدير أن يوفق كل الجهود المخلصة في خدمة هذا الوطن المعطاء وأن يديم على المملكة نعم الأمن والأمان والتقدم والازدهار.
مشاركة :