“التوقيت”.. على مشارف العالمية | مكارم صبحي بترجي

  • 7/24/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تقف مؤسسات الدولة اليوم على أعتاب العالم الأول، فمنذ أن كثفت القيادة الرشيدة جهودها للنهوض بكافة المجالات، وكان آخرها القرار الحكيم لتغيير الإجازة الأسبوعية في المملكة؛ لتصبح يومي الجمعة والسبت تماشيًا مع العالم الخارجي، لتتواءم العجلة الإنتاجية والسوقية، وتداول البورصات ما بين المملكة والعالم كافة.. ولقد لقي هذا الأمر تفاعلاً كبيرًا من كافة الجهات التي بادرت بتغيير برامجها لتتوافق مع الإجازة الجديدة. ليتبادر إلى ذهني شيء في غاية الأهمية لو تم تفعيله سيكتمل التوافق مع العالم الخارجي.. وهو “التوقيت الصيفي” الذي تعتمد عليه معظم الدول الكبرى ذات الاقتصاد العالي، إذ تقوم بتغيير التوقيت الرسمي في بلادها مرَّتين سنويّاً، ولمدة عدة أشهر من كل سنة.. إذ تتمُّ إعادة ضبط الساعات الرسمية في بداية الربيع، حيث تقدَّم عقارب الساعة 60 دقيقة.. أمّا الرجوع إلى التوقيت العادي -أيّ التوقيت الشتوي- فيتم في موسم الخريف.. وقد هدفت تلك الدول الكبرى من هذا الأمر زيادة ساعةٍ للتوقيت الرسمي، وتبكير أوقات العمل والأشغال والفعاليات العامة الأخرى. ولو نظرنا للفائدة في تغيير التوقيت بالصيف لوجدنا أنه يعمل على حفظ الطاقة، وملائم جدّاً لأوقات الخروج للاستمتاع بالأنشطة في المساء فضلاً عن فائدته الصحية للبدن واللياقة، فهو يساعد في تخفيف حركة السير.. كما أنَّه يساعد أصحاب الأعمال والرياضيين ومشغلي الشركات السياحية وغيرهم.. وذلك يا أعزائي ليس بالأمر الهيّن، فله مؤشرات كبرى تتصاعد معها الاقتصاديات من خلال ارتفاع معدل الإنتاج في شتّى الأعمال سواء الصناعية أو التجارية.. لكي تنالَ وقتًا أكثر أثناء ساعات النهار التي تزداد تدريجيّاً من بداية الربيع حتى ذروة الصيف، وتتقلَّص من هذا الموعد حتى ذروة الشتاء. فيلاحظ ازدياد ساعات النهار بالبلاد الاستوائية بالكاد، فلا تكون بحاجةٍ للتوقيت الصيفي، فيما تزداد فائدته مع الابتعاد عن الخط.. وعليه نقول: إن مملكتنا بالفعل في حاجة لهذا الأمر، لأننا بعيدون عن خط الاستواء، وتتغير عندنا أحوال الطقس من فصل لآخر. ولو رصدنا هذا الأمر بشكل مركز؛ سنجد أننا لا نقوم بضبط جداولنا وفقًا لحركة الأرض بالنسبة للشمس.. فعلى سبيل المثال مواعيد العمل والدراسة والنقل تكون محددة في الوقت نفسه طوال العام، بغضّ النظر عن موقع الشمس.. فرغم تفاوت إجمالي ساعات ظهور ضوء الشمس خلال اليوم في المناطق غير الاستوائية بشكل كبيرٍ بين فصلي الخريف والشتاء والربيع والصيف، ونتيجة لذلك، إذا تم تطبيق “التوقيت القياسي” على مدار السنة، سيقع جزء كبير من ساعات ضوء الشمس الطويلة في الصباح الباكر، في حين قد تكون هناك فترة طويلة من الظلام في المساء. فلماذا ندع ساعات شروق الشمس تضيع؛ نتيجة أن غالبية الناس يميلون إلى النوم في ساعات الصباح المبكرة؟ بينما إذا قاموا بتغيير هذا النظام إلى المساء بواسطة التوقيت الصيفي، فسيمكنهم الاستفادة منها، فمن السهل على الناس الاستيقاظ مبكرًا، والاستفادة من ضوء الشمس، إلاَّ أنّها لا تُعدُّ طريقة عملية لصعوبة الاعتماد على ساعة زمنية مجدولة.

مشاركة :