كيف نستفيد مما يواجهنا من سلبيات - عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع

  • 6/14/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

لا تكاد تخلو حياتنا اليومية في تعاملاتنا الرسمية والاجتماعية من مصادفات وحوادث يغلب عليها العامل الفردي، ومن هنا نتعامل معها فور وقوعها على هذا النحو ونسعى إلى إصلاح الخلل وحل المشكلة بالسبل الممكنة. نحن هنا لا ننكر أهمية التعامل مع المشكلات والحوادث ولكن ما يجب النظر إليه هو توسيع الدائرة والبحث عن حلول شاملة تنطلق من الحالة الفردية ومسبباتها وكيفية الحل. لا نريد أن تكون آليات التعامل هي ردود أفعال، ولا نريد أن ننظر إلى أي مشكلة على أنها الوحيدة ولن تتكرر. عندما تطالعنا وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي بتعرض مواطن لمشكلة معينة تنطلق الردود والمطالبات بسرعة الحل، وقد يشمل ذلك تقديم العون المادي أو المعنوي. هذه إيجابية تبرز النخوة والحمية والتعاطف لدى المواطن، ولكن أين منا التفكير والعمل على عدم التكرار في المستقبل واتخاذ الخطوات والإجراءات المطلوبة. في الماضي، كنا لا نعرف الكثير مما يحدث حوالينا وتنتهي الكثير من الأحداث والحوادث في إطار ضيق بصرف النظر عن النتيجة. اليوم، اختلف الوضع كثيرا وأصبحنا نعرف كل حدث قبل أن تنتهي مجرياته ويبدأ الكثيرون في التعليق والتحليل، كل كما يحلو له، ويمتد الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك في المبادرة والاستعداد وتقديم العون للمحتاج أو انتقاد ومطالبة الجهة المقصرة بالسعي لتقديم ما هو مطلوب منها. في ضوء كل ذلك يرد التساؤل عن كيف يمكن لنا الاستفادة مما يحصل في اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بعدم التكرار، وهنا يبرز دور الجهات المسؤولة حكومية كانت أو خاصة. عندما تتحدث وسائل الإعلام والتواصل عن مريض يحتاج إلى نوع من العلاج أو فصيلة دم نادرة فعلى الجهة المختصة أن تقوم بدورها ليس في علاج هذه الحالة فقط وإنما في اتخاذ الاحتياطات الكافية لعدم التكرار مستقبلاً. الواقع، والتجربة الحقيقية، والقضايا الفردية يجب أن تكون خير مرشد ومعين لأي جهة تسعى إلى تحقيق النفع العام. منها جميعا نعرف حقائق وليس فرضيات، ومنها يمكن أن نبدأ الدراسات ونضع الاحتمالات ونفكر بأفضل الحلول، ومنها نُشعر الجميع أن عين الرقيب لا تغفل وأن وقوع الخطأ والتعمق في مسبباته سيكون خير معين لكل من يريد الإصلاح. تكرار الخطأ، وبنفس الظروف والملابسات يعني بكل وضوح أن هناك تقاعسا في النظر إلى المشكلة أو الحادثة من قبل الجهة ذات العلاقة، وهنا يأتي دور الناقد والمحلل في المتابعة ووضع النقاط على الحروف لعلنا في النهاية نصل إلى ما يرضي الجميع ونرتقي بمستوى الأداء في كل القطاعات.

مشاركة :