المرأة صانعة الرواية الشفهية والذاكرة خازنة التدوين

  • 10/13/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

إيمان محمد (أبوظبي) انطلقت في العاصمة أمس أعمال المؤتمر الخليجي الثاني للتراث والتاريخ الشفهي الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على مدى يومين في فندق رتز كارلتون بمشاركة مجموعة من المؤرخين والباحثين والمهتمين بالتراث في الخليج. ورحب الدكتور ناصر الحميري مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة بالحضور موضحاً أن المؤتمر يحمل عنوان «الرواية الشفهية: من الجمع إلى التوثيق» لما لهذه الرواية من مكانة بارزة بين مصادر توثيق تاريخ تراث الشعوب، وصونه. وسيكون المؤتمر مناسبة لمعالجة واقع الرواية الشفهية في توثيق التراث والتاريخ الخليجي، وسبل النهوض بأدواتها، لتحقيق الأهداف المنشودة منها. وفي كلمته بالنيابة عن المشاركين في المؤتمر قال سعيد بن سلطان البوسعيدي مدير دائرة الفنون الشعبية في سلطنة عمان:«الذاكرة الشفهية للأمم والشعوب لاتقل أهمية عن التاريخ المدون، فهي الوعاء الحافظ لمآثرهم وانتصاراتهم وتفاعلهم مع البيئة والظواهر الكونية، وهي الخيال الملهم والمعبر عن الهوية في أشعارهم وثقافتهم وآدابهم لذا ليس من المبالغة القول إن التاريخ المروي هو الأساس لما دون من مؤلفات ومراجع تاريخية». وناقش المؤتمر في الجلسة الأولى بعض التجارب في توظيف الرواية الشفهية وصون التراث، حيث قدم الدكتور عائض الزهراني استاذ التاريخ النقدي في جامعة الطائف في السعودية اضاءة على تجارب مركز الطائف في توثيق التاريخ الشفاهي. وقال الزهراني «يجب أن تخضع الرواية الشفهية لفحص دقيق بواسطة المنهج التاريخي الصارم لتبيّن مقدار الحقيقة فيها وتقييمها بعد مرحلة جمع المادة من مصادرها الشفهيَّة وفحصها وغربلتها، وقد تَمَّ تسجيل أكثر من 500 مقابلة، ومن المؤمل عند الانتهاء من المشروع ونشره أن يُصحِّح هذا التراث الشفهي كثيراً من نقاط الاختلاف أو الغموض في بعض جوانب تاريخ المنطقة المدون». وعرضت الباحثة العمانية الغالية سالم المغيري تجربتين لتوثيق التراث في سلطنة عمان، عبر استعراضها كتابين صادرين عن وزارة الثقافة العمانية ويعدان نموذجا مرجعيا في تدوين التاريخ الشفاهي، والكتابان هما «التاريخ البحري المروي لولاية صور» و«العادات العمانية». فيما قدمت البحرينية الدكتورة ضياء عبدالله الكعبي عرضا لاشكاليات الجمع والتدوين من تجارب تدوين الحكايات الشعبية في منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي، واعتبرت أن أكبر إشكالية هي تدوين الحكايات الشعبية بين المحكيات الشعبية واللغة العربية الفصحى، حيث تفقد الحكايات مدلولاتها الثقافية عند تدوينها بالفصحى، وكثيرا ما يركز النقد على الجماليات اللغوية ويغفل التأويل الثقافي. وحملت الجلسة الثانية عنوان «دور المرأة الخليجية في توثيق التراث ورموزها الوطنية»، وعرضت فيها الباحثة في التراث فاطمة المغني النقبي دور المرأة الإماراتية في هذا الجانب، فدورها كبير ولايمكن تجاهله، فقد شاركت المرأة الرجل في كل شيء من البحث عن لقمة العيش ومن ثم الحفاظ على التراث وتمريره من جيل إلى جيل، وركزت على دور المرأة في ابتداعها للسرد القصصي والحكايات الشعبية، وصياغة وتطوير الأمثال الشعبية، وابتداع الألغاز والأحاجي، كما أن أشعار العديد من النساء حملت مضامين اجتماعية وتاريخية أصبحت مرجعا للتاريخ الآن. وفي السياق نفسه تناولت الباحثة بلقيس محمد آل فنه من سلطنة عمان الأدوار التي لعبتها المرأة في جمع وتوثيق الأمثال الشعبية، والتي تم تحميلها العديد من المضامين النفسية والاجتماعية والتربوية المؤثرة،فيما عرض الدكتور حمد بن صراي من الإمارات تجربته مع مجموعة من طالبات قسم التاريخ في جامعة الإمارات حيث وثقوا حيوات سبع نساء من رأس الخيمة، وتتضمّن هذه الدّراسة أخباراً وحكايات مختلفة حول الأوضاع الاجتماعيّة والمعيشيّة والأعمال والحياة، وكيفيّة الأسفار ووثائق السّفر وكيفيّة التّعامل معها. وقيام المرأة نفسها بالعمل واعتبار ذلك من فروض الحياة التي لا تتمّ إلا بها نظراً للحاجة الماسّة للأُسر آنذاك لمثل هذه الخدمات التي تقدّمها المرأة في المجتمع.

مشاركة :