مع رحيل الرموز والعلماء والمفكرين، ترتفع رايات التكريم والاحتفاء بهم لتخليد ذكراهم، لكن هذا التقدير يأتي بعد فوات الأوان، إذ يكون وقعه أعمق في النفس حين يرى الوفاء ويحضره ويعيشه. وأصبح تكريم الرموز والعلماء والمفكرين بعد وفاتهم سمة تتميز بها المجتمعات العربية، كنوع من الاحتفاء وتخليد ذكرهم، لكن لا يأتي إلا بعد مواراتهم الثرى. ويرى تربويون أن تسمية وزارة التربية والتعليم إحدى المدارس الكبرى في العاصمة الرياض باسم فقيد التعليم الدكتور محمد أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم الأسبق، جاء متأخراً كعادة السعوديين في تكريم رموزهم الذين بذلوا جهداً في خدمة الوطن والمواطن. ودعا التربويون وزارتهم إلى تكريم كل من كان له الفضل في نشر التعليم في السعودية قبل مماته، مقترحين تسمية المدارس الجديدة بأسمائهم، وفاء لهم وتقديراً لسنوات جهدهم. وقال الأمير فيصل بن عبد الله وزير التربية والتعليم، لقد فجع الوسط التربوي والتعليمي بنبأ وفاة الفقيد -رحمه الله-، فقد مثَّل مرحلة مهمة من مراحل التعليم في وطننا العزيز، كان لها أثر إيجابي ارتسم على محيا الأجيال في تلك الحقبة، ودوَّنه التاريخ بمداد من ذهب. وأضاف الوزير (أن الفقيد يعد أحد رجالات التربية والتعليم بما قدمه لوطنه ومجتمعه من خدمة وجهود تربوية وتعليمية، إن كان الفقيد نادى المجتمع بهموم العمل، وثقل المسؤولية عبر كتابه الموسوم "مسيرتي مع الحياة" فإننا نؤكد أن إنجازاته لم تذهب سدى، وأن ذكره باق في الضمير التربوي تذكره "التربية الوطنية" المقرر، والمنهج). وأكد الأمير فيصل بن عبد الله أن الفقيد أكمل مسيرة النهضة التعليمية التي تتسق مع السياسات التعليمية والتربوية وتتفق مع تطلعات القيادة، التي تحث أن تكون بلاد مهبط الوحي ومنار الإسلام في مصاف الدول المتقدمة على جميع المستويات والأصعدة، مستندة في ذلك على الأسس التي أرساها مؤسس البلاد. ولفت وزير التربية إلى أن ما ذكره لا يعد إلا نزرا يسيرا من صفحات الرشيد المشرقة، التي لم يكن الحديث عنها إطراء ولا تصنّعا ، ولكنه إنصاف التاريخ التربوي والتعليمي، الذي اعتاده أبناء هذا الوطن من مؤسساتهم التربوية والتعليمية، بأن تحفظ لهم الجهود الملموسة مهما تقادم بها الزمن، كما حفظتها لمن سبق في قيادة المسيرة التربوية والتعليمية. من جانبه، أوضح الدكتور حمد محمد آل الشيخ نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين، أن الفقيد الدكتور محمد الرشيد وضع بصمات تربوية وتعليمية خالدة في مسيرة التربية والتعليم في بلادنا. وقال آل الشيخ أن السيرة العملية للفقيد -رحمه الله- تكتب بماء الذهب فقد تفانى بإنجاز المهمة الوطنية التربوية والتعليمية التي تشرف بالقيام بها، وكان أهم إسهاماته -رحمه الله- تبنيه تغيير مناهج العلوم والرياضيات إلى مناهج عالمية هي مناهج "مكرو قروهيل العالمية" التي اختصرت الطريق في تطوير التعليم في بلادنا.
مشاركة :