القانون الفيزيائي: "لكل فعل ردة فعل" - وقلت هذا سابقاً - ينتج لنا حلولا.. لكن عيبها أنها حلول وقتية غير مدروسة بشكل جيد.. أحيانا قد تغلب عليها العاطفة.. سريعاً ما تخبو جذوتها! المطلوب آلية واضحة.. حركة ليست لها علاقة بالمؤثرات.. أن نتخيل المشكلة ونتحرك قبل وقوعها.. أن نعمل على درء وقوعها، أو التقليل من فداحتها.. أول من أمس، وقعت جريمة مروعة ذهب ضحيتها أحد الوافدين.. لبشاعة الجريمة وطريقة ارتكابها ظن العابرون أنهم أمام مشهد تمثيلي لصالح مسلسل "خميس بن جمعة".. بادر منتج العمل الأخ العزيز "فايز المالكي" بنفي ذلك.. لا أدري لماذا تم ربطها بهذا العمل.. خاصةً وأن "المالكي" من الذين ينثرون البهجة والبسمة، لا القتل والدم والدمار! لم أتوقف أمام الجريمة البشعة طويلاً.. ما استوقفني أن تحركاتنا - كما قلت في السطر الأول - مبنية على رد الفعل.. هاكم الدليل: تقول "صحيفة الرياض" إن سكان حي السويدي الغربي قد قدموا بلاغات عدة إلى الجهات المعنية تخوفاً من مخاطر الجاني على سكان الحي.. طلبوا نقله إلى مستشفى الأمل أو دور الرعاية الاجتماعية.. هذه الطلبات لم تتجاوب معها أي جهة معنية.. حتى صُدم سكان الحي أمس بالجريمة البشعة! التجاوب جاء بعدما وقعت الجريمة التي حذر الناس من وقوعها.. تم التحرك خلال دقائق.. تم القبض على الجاني المفلوت فوراً! هكذا نمنا.. هكذا استيقظنا.. ننتظر إيجاد مبرر يقنعنا.. مبرر يغير قناعاتنا.. مبرر يحركنا فنتحرك.. ننتظر حدوث كارثة.. أو حادثا شنيعا حتى نستيقظ! إذن، دعونا ننتظر الجريمة القادمة.. كل ما عليكم عمله هو التوثيق.. أرجو ألا تفرطوا في التفاؤل.. أرجو ألا تظنوا أن هناك مساءلة عاجلة وصارمة للذين استلموا البلاغات التي سبقت جريمة حي السويدي، وتهاونوا فيها.. برد وسلام!
مشاركة :