ونحن نعيش هذه المرحلة الزمنية المتغيرة الظروف ،المتسارعة الأحداث ،المتنامية الأطماع الخارجية المحيطة بنا من كل جانب أصبح من الواجب علينا أفراداً وجماعات ومؤسسات أن نغير الكثير من المنطلقات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي نعيشها بما يتوافق مع سد كل تلك المسارب التي يتخذها الأعداء منافذ لمحاولة إحداث البلبلة وضعضعة الأمن والاستقرار الذي نعيشه بفضل الله سبحانه ..فعلى سبيل المثال لا الحصر : لا بد من المسارعة بإغلاق كل منافذ الصراعات المذهبية على كافة المنابر الدينية بمختلف صورها وسن القوانين الرادعة لكل ممارس لها وخاصة منابر المساجد التي تعد الأكثر تأثيراً . كما وأن على المؤسسة الاعلامية بمختلف مساراتها أن توقف مثل تلك الصراعات التي جلبت وستجلب الكثير من التنافر بين أطياف المجتمع وأفراده . وعلى المؤسسة التعليمية أن تعجل بتغيير كل ماله علاقة بإحداث مثل ذلك التنافر في مناهجها وبرامجها وعليها أن تغير الكثير من استراتيجيتها التربوية بما يتوافق ولم شمل أبناء الوطن دون تصنيف طبقي أو مذهبي أو قبلي وعليها أن تكثف من تعزيز برامج الانتماء لتراب الوطن . وعلى المؤسسة الاجتماعية أن تسارع بدراسة المنغصات الاجتماعية كالفقر والعجز وكشف ذلك للجهات ذات العلاقة عند العجز عن إيجاد الحلول. أما المؤسسة الاقتصادية بمختلف مساراتها فعليها أن تنطلق في حلولها عند إعداد خططها وتقديم برامجها من الميدان الذي يمثل الشريحة العظمى من السكان ويمثل الواقع والمتطلبات والمستوجب أن تقوم كل مؤسسات القطاع الخاص وفي مقدمتها البنوك والشركات الكبرى بدورها الاجتماعي والتنموي الذي أراه قاصراً الى حد بعيد . وبما أن بلادنا العظيمة تحتضن أكثر من نصف عدد السكان من العمالة الوافدة فان على الجهات ذات العلاقة أن تعيد النظر في تواجد الكثير منهم ممن يمثل عبئاً تنموياً وعنصراً لاجدوى من وجوده حيث أرى الكثير منهم يمثل خطراً مستتراً وللعلم فان تحويلاتهم الخارجية خلال الاعوام الثلاثة الماضية كانت بين 150 و 122 مليار ريال بالإضافة الى ارتكاب للكثير من المخالفات والاسهام في رفع حجم البطالة لأبناء الوطن وهذا يكفي لطرح الكثير من التساؤلات . ثم يبقى دور الفرد المواطن وهو دور لا يمكن تجاهله من خلال الابتعاد عن أساليب الاثارة التصنيفية ومن خلال الدور الأمني الذي يستوجب على كل فرد ومن خلال التخلي تماماً عن عبارة ( وأنا مالي ) والتبليغ عن أي مخالفة دينية أو سياسية او اجتماعية أو اقتصادية . وحتى يصبح كل ذلك واقعاً نلمسه ونعيشه فان الأمر كله بيد حكومتنا الرشيدة رعاها الله وسدد خطاها وحفظ وطننا الغالي آمناً مستقراً . والله من وراء القصد.
مشاركة :