جماعة القدس لهم والفندق لنا!! | شريف قنديل

  • 10/17/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا أدري على وجه الدقة، ما إذا كان الخبر المنشور في معظم الصحف العربية؛ يدعو للضحك أم للبكاء، أم للاثنين معًا؟! ففيما كان أطفال القدس يلتفّون حول الأقصى السليب للدفاع عنه؛ باعتباره رمزًا للصمود وللصعود فوق أكتاف الألم، وفيما كانت الأصوات تعلو من جديد مطالبةً باسترداد القدس، كانت مجموعة من رجال الأعمال المصريين يُطالبون باسترداد «فندق الملك داوود»! والذي حدث أن المحامي أشرف جاسر «انتفض»؛ نيابةً عن المجموعة المذكورة، والتي يُقال إنها تابعة لبنك مصر، مُطالبًا أمام المحكمة الإقليمية بالقدس بفندق داوود! ويضيف الخبر أن فندق الملك داوود افتُتح للمرة الأولى عام 1929م، بمبادرة عدد من رجال الأعمال المصريين؛ بواسطة شركة «فنادق أرض إسرائيل»، وفي نهاية الخمسينيات من القرن الماضي -وبعد إغلاقه- انتقلت ملكية الفندق لعائلة «بيدرمان» الثرية، وأصبح جزءًا من شبكة فنادق «دان»، التي تمتلكها هذه العائلة! لكن الملهاة المأساة، أو المأساة الملهاة اكتملت؛ حين اكتشف الجانب المصري أن البنك وقع ضحية للاحتيال على يد «جاسر»، رمز الجسارة، أو الحقارة، ومن ثم لجأ إلى المحاميَّين الإسرائيليَّين «رون يشاعيا» و»جايل مقوف»، لمطالبة القاضي «أرييه» في المحكمة الإقليمية بالقدس باستعادة الفندق! أُدرك أن هناك مَن لا يعجبه هذا الطرح، باعتبار أنها «حقوق ناس»، و»ما ضاع حق وراءه مطالب»، لكن هؤلاء الناس أنفسهم خرسوا -تمامًا- وما زالوا يخرسون أمام حق الناس المسلمين والمسيحيين في القدس، وأمام حق العرب والمسلمين أجمعين في المسجد الأقصى.. وهؤلاء في الحقيقة هم آفة العصر! أخشى والحال كذلك، أن تنشأ جماعات تُطالب بحق مصر العروبة والإسلام؛ ليس في الدفاع عن الأقصى والقدس، وإنما عن الفندق!! أخشى أن تظهر شعارات تدعو للدفاع عن «الأوتيل» السليب، و»اللوكاندة» الأسيرة، قبل أن يظهر أحدهم مُردِّدًا سنُعيده غرفة غرفة.. وقبل أن تُغنِّي واحدة من إياهن: الفندق لنا «واللوبي» لنا، وقبل أن يُغنِّي «شعبان عبدالرحيم» للقاضي «أرييه».. وهيه.. الله يكسفكم! sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :