عن القدس وبعض العرب الذين نسوا قيم النسب! | شريف قنديل

  • 10/20/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الملجأ الوحيد لأيّ قلم يحترم نفسه، في خضم المآسي العربية الناتجة عن نسيان بعض العرب لقيمة الانتماء والنسب، هو اللجوء للقدس المحتلة، والأقصى الأسير! والحق أنّه ليس هروبًا من الدخول في مأساة سوريا التي وصلت حدَّ دعاء بعض العرب لروسيا على منابر المساجد، وإنّما هو عودة للأصل! والأصل في محنة العرب منذ عام 1948م هو التطبيع، ليس مع إسرائيل، وإنّما مع قيم الانحناء، والذلِّ، والتضليل! والحل لمحنة العرب أن يتوارى كل الذين ينكرون معنى الوطن لصالح طهران، والكرملين. أعرف أن عدد اليائسين، والمحبَطين يزيد، لكنّي أوقن أن شمس فلسطين الأمل لن تغيب.. أدرك أن طفل فلسطين علَّمها الشروق، وعلّمنا الصمود.. علَّمها البزوغ من جديد، وعلَّمنا الصعود. تأمّل معي في وجوه الإخوة اليمنيين، الذين خرجوا في تظاهرة تضامن كبرى مع أبناء فلسطين.. تأمّل أعدادهم في تعز، وهم يتدفّقون من كل صوب! وهل أتاك خبر المظاهرة الأكبر التي خرجت «الجمعة» في الخرطوم، صوب مقر الأمم المتحدة للتنديد بجرائم إسرائيل، والدعم المعنوي لأبناء فلسطين؟ لقد خرج أولئك، وهؤلاء ليتنسَّموا رائحة الأمل التي هبَّت من جديد في القدس المحتلة، وفي الجليل المحتل، وفي حيفا، ويافا، والناصرة، وحدود غزة، حيث الكرامة والعزّة. لقد رأى أولئك، وهؤلاء، وغيرهم من أبناء الأمة كيف الجنائز ترتدي ثوب الزفاف! لقد آمن كل هؤلاء أنّه مهما طال الزمن، وتوالت السنوات العجاف، ومهما تعدّدت المحن سيأتي -يقينًا- يوم القطاف. لقد تحمَّلت القدس، والمدن الفلسطينية عن عواصمنا، ومدننا الكثير والكثير، فلِمَ نسيناها، أو أهملناها، وتغافلنا عن قضية العرب والمسلمين الرئيسة والمركزية؟! جاء الداعمون القدامى والجدد لنا بقضايا إضافية! أصبح لدينا قضية اليمن وإيران، وقضية سوريا وروسيا، وقضية العراق وأمريكا، ناهيك عن قضايا داخلية أخرى! لقد كان هدف الداعمين القدامى والجدد لإسرائيل -وما يزال- هو أن تنكفئ كل دولة على نفسها، وأن تنشغل كل عاصمة عربية بهمِّها.. لكنّها شمس الأمل تشرق من جديد.. فإن أهملناها فلن تعود! sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :