لَيس مِن عَادة اليَوميّات أنْ تَسلك طَريقًا بمَسارٍ وَاحِد، لَا يُقَابِل فِيهِ الرَّائِح الغَادِي، ولا يُجَابه فِيهِ الرَّأي نِدًّا يَغلبه بالحُجَّة، ولَا يَستريح فِيهِ اليَقين مِن استجوَاب الشَّك.. لَكن لكُلِّ قَاعدة استثنَاء «إلَّا هَذه القَاعدة».. فدَعونا هَذا الأسبُوع نَتذوَّق مَا تَحمله هَذه المَائِدة: (الأحد) إفشَاء المَرأة للأسرَار؛ أَمرٌ لَا خِلَاف عَليه، وقَد أَشَار إليهِ مُعظم مَن تَعاطوا الشَّأن النِّسَائِي، لَكن الفِكرة لَخّصها -باختصَارٍ شَديد- الأَديب «بومارشيه»، حِين قَال: (لَا تَقُل للزَّوجَة إلَّا مَا تَودُّ أنْ يَعرفه الجَميع)..! (الاثنين) وقُوف المَرأة أمَام المِرآة؛ أَمرٌ لَا يُدركه كَثيرٌ مِن النَّاس، لأنَّه شَأنٌ عَابِر، ولَكن الفَيلسوف «بول بورجيه» تَوقّف عِند هَذا المَشهد، وقَال: (لَو نَظَرَتْ الزَّوجَة في الحيَاة؛ بمقدَار مَا تَنظُر في المِرآة، مَا كَان بَين النِّسَاء حَمْقَاء)..! (الثلاثاء) عَلاقة الزَّوَاج بالمُجتمع عَلاقة عَكسيّة، لأنَّ مَن يَتزوَّج تَتجدّد حَاله، ويَتغيَّر وَضعه، لذَلك قَال الأديب «شوبان»: (تَتزوّج المَرأة لتَدخل المُجتمع، ويَتزوَّج الرَّجُل ليَخرج مِنه)..! (الأربعاء) الثِّقَة بالمَرأة مَحلّ جَدَل بَين الفَلَاسِفَة، ولَا يَعنينا -هُنَا- مَن يَثق بِهَا، لأنَّ هَذا هو الأَصل، وهَذا هو الوَاجِب، فالإنسَان بَريء حتَّى تَثبُت إدَانته، ولَكن يَعنينا في هَذا الصَّدَد، ذَلك الصّنف الذي لَا يَثق بِهَا، ويَأتي في مُقدِّمتهم الأديب «هسيود»، حَيثُ يَقول: (الوثُوق بالزَّوجَة مِثل الوثُوق باللِّصُوص)..! (الخميس) مَزاج الزَّوجَة لَا يَستقر عَلى قَرَار، وقَد أَكَّد ذَلك العَالِم «فرجيل»، حِين قَال: (المَرأة شَيءٌ مُتقلِّب ومُتبدِّل)، ويُواقفه في ذَلك «سيمونيدس»، حَيثُ يَقول: (للمَرأة طَبيعة البَحر المُتقلِّبَة)..! (الجمعة) البَعض يَعتبر الزَّوجَة «سَكَن»، والبَعض يَعتبرها مَرحلة مِن مَرَاحِل العُمر، ولَكن هُنَاك مَن يَعتبرها لُعبَة، وأَعني بذَلك الفَيلسوف الكَبير «نيتشه»، حَيثُ يَقول: (الزَّوجَة أخطَر الألعَاب)..! (السبت) النِّسَاء يُذْلِلن مَن يَعرف الغَرَام مِن الرِّجَال، حَتَّى يُلْصِقن أَنفه بالتُّراب، وفي ذَلك يَقول المُفسّر الكَبير الإمَام «الزمخشري»: (النِّسَاء مَتَى عَرفن قَلبك بالغَرَام.. أَلصقن أَنْفك بالرّغام)..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com