العمر المطرف - فالح الشراخ

  • 10/18/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من الاشياء المسلم بها ان للإنسان نهاية وهي الموت رغم شعوره بطول الأمد والإنسان خلق في كبد منذ ولادته وعندما تتوقف ركايب مسيرة حياته او يأتي نذير ذلك وهي الشيخوخة والمشيب يقف الإنسان ليبحث عن ماضيه وقوته وما فقده من صحة وسعة بال. عندها تكون سنوات عمره الماضية مجرد ذكرى عابرة. والطريق في هذه الدنيا ممتد للنفس ولن تجد بفعل الغفلة والنسيان والانشغال بملهيات الحياة ما يمنعها عن مواصلة المشوار سوى نهاية الوقف المحدد في هذه المسيرة والتي لو حسبت بمقياس حقيقي لكانت قصيرة جداً ولكن حب الشهوات والتمادي في المعاصي يميت القلب ويغلق العيون من مشاهدة نقطة النهاية رغم انها تترادف وتتوالى المواقف النهائية في كل وقت.. وتكاد تمسح الذاكرة هذا الملف الهام يقول الشاعر: يذكر نهار فيه لازم ينشد عن كسبه الحلال والحرام ومن يدرك هذه النهاية الطبيعية لأي إنسان ويحسب حسابها تجده صاحب ايمان قوي وقناعة وزهد في الدنيا كما ان ذلك يؤثر على سلوكه ايجاباً من حيث النظر في ملذات الحياة والتعامل مع البشر فهو صاحب استغفار وتوبة وتضرع الى الله في كل وقت وبذلك يقول الشاعر: فوقي من الاوزار من غير ما اطاق اثقل عليه من ذقنات وطويق ارجيك ترحمني ليا قيل من راق لاصرت ماعاد استطيع ابلع الريق وعلاوة على ما يتذكره ويتصوره دائماً من حالات الموت وعذاب القبر ويوم البعث وكل ذلك مسلم به ويترجم ذلك قول الشاعر: لاجا الوعد والتفت الساق بالساق واتلى الكلام الغرغرة والتشاهيق ويكفي تذكر هذه الحالة بما تحتويه من عناصر كافية لردع الإنسان عن الوقوع في الخطأ او التمادي في المعصية وتصل الى حد التأنيب ومقارعة النفس عند الخطأ حتى تنزعج في نومها ولا ترتاح حتى تتوب وتعود الى الطريق الصواب وهذه هي الفطرة السليمة أو ما يعرف باسم النفس اللوامة يقول الشاعر غازي بن عون: ليا من عيني جفنها عن منامه شام تجافا الجنوب من السهر عن مضاجعها والبعض يدخل في ملهيات النفس عن الطاعة لله ويطول به الأمد وينسى أن عمره فانٍ وأن الدنيا لا تدوم لأحد ولكنه يعيش قصة وهمية وغير صادقة فالبقاء للفرد الصمد الحي الذي لا يموت ولو كتب البقاء لاحد لكان الانبياء والرسل اولى بذلك ويواصل الشاعر بقوله: فلو البقاء والمجد والعز لاحد دام تجلت نجوم الانبياء في مواقعها لكن البقاء للواحد المؤمن السلام فهو رافع الراية بحكمه وواضعها وادراك حقيقة الموت والنهاية في حد ذاته رادع حقيقي لمن يؤمن بالحساب والعذاب وهذا في حد ذاته ايضاً مدعاة لاستغلال هذا الوقت القصير من العمر فيما ينفع لملء حقيبة السفر الى المقر الاخير.

مشاركة :