جمر الكراهية تحت رماد الحرب بين الكوسوفيين والصرب

  • 8/7/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما حاولت دراغيتسا غاسيتش شراء أغراض البقالة من متجر في قرية جاكوفا، منعها صاحبه الألباني من الدخول لكونها الصربية الأولى والوحيدة العائدة إلى هذه البلدة الكوسوفية التي ما زالت ترزح تحت وطأة نزاع اندلع قبل عقود. كانت غاسيتش وطفلاها قبل أكثر من 20 عاما من بين عشرات آلاف الصرب الذين هربوا من كوسوفو بعد نزاع دام اندلع بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان المؤيدين للاستقلال. وبعدما توقف القتال، عاد نحو 13 ألف صربي تدريجيا إلى منازل أجدادهم في عدة مناطق، لكن أيا منهم لم يعد إلى بلدة جاكوفا في جنوب غرب البلاد. ففي يونيو، قررت غاسيتش البالغة من العمر 59 عاما والتي عثرت على وظيفة كعاملة نظافة أثناء إقامتها في صربيا، أن الوقت حان للعودة إلى المنزل. وقالت غاسيتش لوكالة الأنباء الفرنسية وهي جالسة داخل شقة فارغة حيث وضعت لوحا من الورق المقوى كطاولة "طيلة حياتي فكرت وحلمت بشقتي وبالعودة إلى جاكوفا.. أنجبت طفلين هنا وعشت أفضل سنوات حياتي هنا". وأضافت "كنت سعيدة هنا، حيث أعيش جنبا إلى جنب مع جيراني وزملائي الألبان. ثم جاءت الحرب وانقلب كل شيء رأسا على عقب". وأثارت عودتها ضجة في المدينة. وما زالت جاكوفا تضمد الجراح التي خلفتها حرب أواخر التسعينيات. فقد دمرت القوات الصربية البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة، وشهدت "أعنف أعمال عنف ارتكبت ضد المدنيين في جميع المدن الرئيسة في كوسوفو"، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش". وقتل نحو 1500 من السكان المحليين - حوالى 12 في المئة من العدد الإجمالي للضحايا خلال الصراع في كوسوفو. وما زال نحو 200 من سكان البلدة في عداد المفقودين. وذكر الناجون أن أفرادا من المجتمع الصربي في القرية ساعدوا القوات الصربية في تنفيذ المذبحة. أعلنت كوسوفو ذات الأغلبية العرقية الألبانية الاستقلال من جانب واحد عن صربيا عام 2008، وهي خطوة لم تعترف بها بلغراد وحليفتاها الصين وروسيا. واعترفت قرابة 100 دولة باستقلال كوسوفو. "لا يوجد صربي بريء" وقالت نصريت كامنوفا، وهي عضو في جمعية محلية لعائلات المفقودين إنه لا ينبغي السماح للصرب بالعودة لأن "الجروح ما زالت مفتوحة". واستطردت قائلة من دون أن تبدي أي مشاعر بينما شاحت بنظرها نحو صورة ابنها المفقود "لا يوجد صربي بريء".وقال المحامي الشهير أريانيت كوسي، وهو من الشخصيات البارزة القليلة في كوسوفو التي أعربت عن دعمها غاسيتش، إنه بينما لا يمكن لأحد أن يجادل بشأن الجرائم "الوحشية" التي ارتكبتها القوات الصربية في جاكوفا، لكن "لا ينبغي طرد المرأة الصربية".

مشاركة :