السنابات القبليّة جمر تحت الرماد

  • 8/29/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

صدر قرار وزارة الإعلام بإغلاق الحسابات التي تحمل أسماء قبائل ومناطق، ويشمل أيضاً السنابات القبلية، استبشرنا خيراً فقد تنفسنا الصعداء بهذا القرار الموفق والنابع من رؤية وخوف وحس وطني كبير. ولكن بعد صدور القرار وحتى كتابة هذا المقال، مازالت تلك الحسابات اللامسئولة وغير النظامية تزاول أعمالها وفقراتها التي تحمل المحتوى المقيت في أغلبه. وزارة الإعلام، وفقك الله وسدد خطاك وأفاد بك وطنك، أرجو الحسم والنظر في هذه الحسابات وإغلاقها بشكل نهائي، وأن لا تتهاون الوزارة وتكتفي فقط بتغيير الأسماء، هنا سوف يتم التلاعب على القرار بوجود هذه الثغرة سيتم تغيير الاسم، ويبقى المحتوى يتم عرضه وأيضاً يحتفظ بمتابعيه الذي اكتسب متابعتهم بعرض محتواه السابق باسم القبيلة، فمن الأجدر معالجة هذا الخطأ الجسيم باجتثاثه اجتثاثاً جذرياً حتى لا يبقى له أثر على الإطلاق على محرك البحث جوجل بحذف الحساب نهائيا، ومجازاة صاحبه إن وجد أثره أو إن عاد لفتحه تحت أي مسمى كان، فالمحتوى أكبر وأكثر خطورة من المسمى. فقد عبثت تللك الحسابات بمحتواها المشين بسلوك الكثيرين من مراهقين وشباب وكبار سن، ورأينا مساوءها في بعض الأحداث التي حدثت من جرائم قتل ومشاجرات وخلافات بين أٌسر وقبائل، وكان يتفاخرون بأنسابهم ويرددون شعارات وشيلات القبيلة التي تعرضها تلك الحسابات العنصرية. حتى إن المجرم لم يعد يأبه بجريمته لوجود تلك الحسابات خلفه باسم قبيلته التي تقوم بجمع الملايين كديات يقدمونها لولي الدم حتى تسببت لنا هذه الحسابات في قضية المتاجرة بالدماء، فأصبحت كأنها تجارة حتى وصلت لعشرات الملايين، وذلك عبر توزيع أوراق ونداءات لأفراد القبيلة كافة. هذه الحسابات اخطتفت وسلخت المجتمع من الدين والأخلاق ، وتكملة لمشوارهم ومحتواهم فقد أثاروا الحماس والنعرات في شيلات بأصوات منشدين بأسماء قبائل أو أشخاص مما طغى على المجتمع حب الرياء والسمعة الشخصية مبتعدين عن العمل الخيري والمجتمعي الخالص لوجه الله سبحانه. حتى وصل بهم الأمر لمسيرات بأعلام تحمل أسماء قبائل بألوان مختلفة ليس علم الوطن الرسمي بل إعلام غريبة، كل قبيله لها علم ولها شيلات مختصة بها، مما يثير الاستغراب والتساؤل ،بعد كل هذا المؤكد أنه ليس بخير إن لم يحسم الأمر ويٌجتث هذا العبث. مقالي هذا خوفا على المجتمع المتماسك من إعادة العنصرية والتحزب، فلا يوجد أي حمية إلا للدين والملك والوطن فقط حميتنا لديننا ثم لملكينا ووطننا بأطيافه كافة وكل مواطنيه الكرام على حدٍ سواء، كأسنان المشط، كما تعلمنا منذ الصغر في مجالسنا، ومن علمائنا الأفاضل وولاة أمرنا ومن إعلامنا الرسمي، وأيضا خوفاً على العادات القبلية النبيلة. قال تعالى (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). شعوباً وقبائل لنتعارف، لا أن نتنافس أو نتحزب أو نتفاخر بالشيلات الكاذبة والولائم المبالغ فيها والإسراف بالنعم والتجمعات والحفلات غير المبررة، وتمجيد من لا يستحق وتبجيل من يدفع أكثر، وتحريف الماضي من أجل مصالح الحاضر. القبلية هي مكون أساسي لهذا الوطن، جميع القبائل كانوا لواء واحدا تحت راية التوحيد بقيادة الملك المؤسس طيب الله ثراه، القبائل أكرمت الضيف والجار وعابر السبيل وحمت العادات الأصلية المستمدة من الدين الحنيف، فهذه الحسابات أساءت للقبلية في المقام الأول في تحريف العادات وإدخال عادات وسلوكيات دخيلة على القبلّية وعلى المجتمع. ختاما البدار البدار يا وزارة الإعلام في وضع حد لهذه الفوضى وهذا العبث، وإغلاق هذه الحسابات ببرامجها كافة، إغلاقا نهائياً، ومنع الشيلات القبلّية أو التي تمجد الأشخاص، وإلزام كل من أنتجها سابقاً بحذف ما تم عمله حتى لا يجدها جيل قادم، ووضع الضوابط والجزاء الرادع لكل مخالف.

مشاركة :