حكاية..!! | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 10/19/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حكاية قرأتها في كتب التراث أخيراً أعادتني لحالة يعيشها بعض الناس في العالم العربي .. وأبدأ بالحكاية أولاً: رجع الحاكم إلى قصره في ليلة شديدة البرودة، ورأى حارسًا عجوزًا واقفًا بملابس رقيقة. فاقترب منه وسأله: ألا تشعر بالبرد. ردّ الحارس: نعم أشعر بالبرد ياسيدي، ولكنّي لا أمتلك لباساً دافئاً، فلا مناص لي من التحمّل. قال الحاكم: سأدخل القصر الآن وأطلب من أحد خدمي أن يأتيك بلباس دافئ. فرح الحارس بوعد الحاكم، ولكن ما إن دخل الحاكم قصره حتى نسي وعده. وفي الصباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقة كتب عليها بخط مرتجف: «أيّها الحاكم، كنت أتحمّل البرد كل ليلة صامدًا، ولكن وعدك لي بالملابس الدافئة سلب منّي قوّتي وقتلني”…!! *** الوعود التي يطلقها بعض الحكام العرب هي كالنار ،إن لم تتحقق تتحول إلى نار ضارية قد تفتك بالغير دون ما قصد ممن أطلقها. والنية -وحدها- لا تكفي للحكم على الإنجاز، فيجب أن يتوفر أيضًا الصدق والإرادة للقيام بالعمل، ومواجهة التحديات، وأن تتجسّد الوعود في إنجازات حقيقية ملموسة على أرض الواقع. *** كان صدام حسين «طيباً وحنوناً» .. هكذا قالت ابنته؟! ويسأل الأستاذ غسان تويني في مؤلفه (حوار مع الاستبداد): وماذا عن عشرات، بل مئات الألوف الذين غصّت بجثثهم المقابر الجماعية؟ هل كان معهم «طيّبًا وحنونًا»؟... ومع وزرائه، وأعوانه، وأقاربه الذين اغتالهم؟ ونشر صور اغتيالهم، ليغتال نفوس الآخرين قبل أجسادهم؟! *** لم يكن الشعب العراقي في حاجة إلى طيبة صدام.. ولا إلى دمعة أو دمعتين تتساقطان من عينيه.. ولكنهم كانوا في حاجة إلى عدالته.. وإنصافه.. وتحقيق أمنياتهم نحو الحرية]. #نافذة: الوعود والنوايا وحدها ليست كافية للعطاء، والطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة. nafezah@yahoo.com

مشاركة :