مازلنا نجزّ العشب - عبد الرحمن اللاحم

  • 10/20/2015
  • 00:00
  • 42
  • 0
  • 0
news-picture

منذ بدايات موجة الارهاب مطلع هذا القرن وتحديدا في حادثة جهيمان ونحن نعالج الظاهرة بسياسة جز العشب حيث نتعاطى مع الاحداث الارهابية المتكررة بشكل منفرد وفق مايظهر منها على السطح، ومن ثم تعاود تلك الحشائش السامة في النمو من جديد تحت راية جديدة ولاعبين جدد تفرعوا من ذات النبتة الخبيثة المتجذرة في اعماق الارض؛ والتي لم نفكر يوما في اقتلاعها من جذورها بل اكتفينا فقط في التعامل مع اشواكها الظاهرة لنا لذا استمرت تلك الموجة الارهابية من ذلك الوقت عبر حوادث اليمة كان آخرها حادثة سيهات التي استهدفت مكونا اساسيا من مكونات المجتمع بهدف خلق فتنة طائفية في البلد لا تبقي ولا تذر. سياسة جز الاعشاب لا اعتقد انها ستقضي على الارهاب على المدى الطويل ما لم نبدأ باقتلاع جذورها من خلال مواجهة الثقافة التي تغذي تلك الظاهرة باستهداف ثقافة الغلو والتكفير والتطرف وملاحقة المحرضين على الفتنة وتقديمهم للعدالة كشركاء في تلك الجرائم وتشريع القوانين الصارمة التي تجرم الطائفية والتحريض عليها؛ لأن كل من يقبعون في السجون بسبب الجرائم الارهابية لهم شركاء لازالوا طلقاء في المجتمع ينفثون سموم الحقد والكراهية بخطاب طائفي مقيت لم يحاسبهم احد عليه مع انهم هم من زرع تلك الاشواك وسقاها بفتاوى وبيانات تقطر غلواً وتطرفاً.. الجريمة الارهابية ليست مجرد جريمة قتل جنائية كجرائم عصابات المافيا وانما هي جريمة ترتكز على ايدلوجيا دينية تغذيها وتشرعنها لذا فمن المنطقي مواجهة تلك الايدلوجيا ومنظّريها كجزء اساسي من محاربة الجريمة الارهابية اذا كانت هناك جدية في القضاء عليها، والا فسنستمر في اطفاء الحرائق دون القضاء على مشعليها لنكتشف في لحظة ما بأن تلك الحرائق تمددت واصبحت بحجم كارثة يصعب اطفاؤها. حادثة سيهات الارهابية وقبلها استهداف مساجد الشيعة جاء تنفيذا لفتاوى وخطاب تحريضي ممتد منذ عقود يتناسل اربابه جيلا بعد جيل فخخ المجتمع بقنابل موقوتة بدأت بالانفجار في الحوادث الارهابية التي وقعت خلال السنوات الماضية والكارثة انهم لازالوا يزرعون تلك القنابل التي لا نعلم متى ستنفجر ولا في أي مسجد او منشأة ستنفجر لكن الذي نعلمه جيداً أنه لا احد منهم تمت مساءلته أو حتى طلب منه التوقف عن التحريض وشق الصف الوطني. ما لم نتجاوز مرحلة جز الاعشاب والاكتفاء باطفاء الحرائق فأعتقد ان معركتنا مع الارهاب ستطول لان مُسعري حربها لازالوا طلقاء بعيدين عن قبضة العدالة.

مشاركة :