أيتها العدالة: هل أنت بخير؟ - عبد الرحمن اللاحم

  • 12/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

التراجع الملحوظ في أداء بعض المؤسسات القضائية خلال الاشهر الماضية يدعو كل المهتمين بالشأن العدلي الى تتبع الاخطاء والملاحظات ورصدها للبحث عن مكمن الخلل وعلاجه قبل استفحال تلك الاخطاء وخروجها عن السيطرة؛ لأن مشروع تطوير القضاء الذي تم تدشينه وارساء ملامحه قبل اكثر من عشر سنوات هو الطريق الوحيد لخلق منظومة قضائية تليق بنا وتتناغم مع التغيرات التي تشهدها الدولة والمجتمع وبالتالي فإن التراجع في تنفيذه لن يكون في صالح العدل في البلد. عندما تجد ان ظاهرة (فقدان ملفات القضايا) قد بدت تطل برأسها من جديد أو أن شكوى ضد قاض تقدم لمجلس القضاء الاعلى وتظل بلا اجراء حاسم لمدة اربعة عشر شهراً فهذا يدل على ان العدالة ليست بخير، وعندما تظل معاملة حبيسة محكمة الاستئناف لمدة اكثر من سبعة اشهر فهذا يدل على اننا لم نتقدم في تنفيذ مشروع تطوير القضاء بل أننا حتى لم نحافظ على موطئ أقدامنا واخذنا نتراجع الى مناطق كنا نعتقد اننا تجاوزناها، ومن واجب كل من له صلة بالشأن العدلي ان يتصدى لتلك الثقوب ويحاول تسليط الضوء عليها لانها تمسنا جميعا ونحن مستأمنون على مراقبة كل ما له صلة بالجانب العدلي بحكم مهنتنا وعلى قيادات وزارة العدل الاستماع للنقد دون حساسية مفرطة. وأعتقد أنه من الجيد ان ينظم وزير العدل لقاءً شهرياً مع كل المحامين دون استثناء ويسمع منهم لانهم اقدر الناس على اعطاء رأي شمولي حول الاداء القضائي بحكم تجوالهم بين كافة المؤسسات العدلية، وإدارتهم للعديد من القضايا في كافة المحاكم ما يجعلهم مشبعين بالممارسة والخبرة التي قد تفيد قيادات الوزارة خصوصا ممن لم تكن له خبرة كبيرة في الشأن العدلي وان يكون هذا اللقاء مفتوحاً وشفافاً ولا يقتصر فقط على ارباب المقولة الشهيرة الخالدة (كله تمام يا افندم)، وانما يكون مشرّعا للجميع وأن تكون قدوتنا ونبراسنا في هذا المنهاج المقولة التي أعاد إرساءها برسمٍ ملكي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما رسم شعار المرحلة (رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي).. قالها وهو الذي يُمثّل المرجع الأعلى لكل السلطات لذا فمن دونه من الوزراء والتنفيذيين في الدولة؛ ملزم بتطبيقها وترجمتها من خلال اداء اعمال وظائفهم لأنه بذلك أصبح نهجاً دستورياً ملزما. وسنكون بخير لو تفرّغ المسؤولون لأعمالهم بدل إهدار أوقاتهم في ملاحقة المنتقدين لهم في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن البلد سيدشن مشروع التحول الوطني الذي سيشمل كل المجالات. ولا اعتقد أن مدمناً على تتبع تلك الوسائل سيكون قادراً على المساهمة في ذلك المشروع لانه سيكون منشغلا بنفسه وصورته والترويج لشخصه الكريم.

مشاركة :