غوانتانامو: نموذج للفصام النكد | أ.د. سالم بن أحمد سحاب

  • 8/2/2013
  • 00:00
  • 48
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تسلّم باراك أوباما المنصب التنفيذي الأقوى في العالم في 20 يناير 2009م، أعلن قرارًا بإغلاق معتقل غوانتانامو خلال عام واحد. ومرت 4 أعوام، وهذا هو العام الخامس ولا إغلاق نهائي يظهر في الأفق بالرغم من ترحيل عدد من السجناء إلى بلادهم لمواجهة محكومياتهم هناك، أو لثبوت براءتهم في نظر السلطات الأمريكية. وبالرغم من الأزمة المالية الطاحنة التي تواجهها ميزانية الولايات المتحدة؛ إلاّ أنها لا تزال تُصر على استمرار المعتقل الذي كلف تشغيله مبلغ 454 مليون دولار خلال العام المالي الذي انتهى في 30 سبتمبر من العام الماضي، أي أن تكلفة السجين الواحد بلغت قرابة 2,7 مليون دولار أو عشرة ملايين ريال في عام واحد. وإجمالاً كلف المعتقل منذ فتحه عام 2002م قرابة 5 مليارات دولار. تلكم جزء من الغطرسة الأمريكية غير المبررة. أكثر من عشر سنوات مرت. وهؤلاء المسجونون يُعاملون بما لا يليق بكرامة الإنسان. يصورون كأنهم وحوش كاسرة لا يتحركون إلاّ بسلاسل غليظة تحيط بأيديهم وأرجلهم وأعقابهم، يُدفعون أحيانًا دفعًا غليظًا، وينالون من الشتم والإهانة ألوانًا غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي الحديث. ولذا فالقوانين التي تسري على الأراضي الأمريكية لا تسري على غوانتانامو الذي يمكن أن تُنتهك فيه كرامة الإنسان بلا حدود. وربما أراد أوباما فعلاً أن ينهي هذه المأساة التي نال السوء منها كثيرًا حتى قبل نصف قرن فقط من الزمان. لكن الخبراء والعسكريون ومستشارو الإرهاب ربما كان لهم رأي آخر على مختلف الأصعدة خاصة القانونية، إذ لو تم نقل هؤلاء المساجين إلى داخل الأراضي الأمريكية لنالوا كثيرًا من الحقوق التي حُرموا منها، وعلى رأسها الاستعانة بمحامين يدرؤون عنهم سوء العذاب الذي يُسامون إيّاه في المعتقل السيئ الذكر. من المؤكد أنه لو كانت لمعتقل غوانتانامو نهاية فستكون بسبب النزيف المالي الكبير، لا بسبب إنساني أو أخلاقي أو قانوني. ذلكم جزء من الفصام النكد بين الأخلاق والسياسة، وبين عامة الناس وحكوماتهم، وبين الفضائل والانتهازية. وذلكم أيضًا جزء من غطرسة القوة التي لا تهاب أحدًا ولا يهمها سمعة، ولا عقوبة ولا انتقام. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :