حورية الظل: المآسي من محفزات الإبداع

  • 8/22/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غيّر وباء كورونا حياة كثير من الناس وقلب موازينها رأساً على عقب، بما فيها حياة الأدباء والكتاب والشعراء الذين فرض عليهم عزلة طويلة تحدّ من تحركاتهم بحُرّية وعفوية، حيث أصبح المبدع رهين بيته ومحيطه الضيق. ولكن ماذا يقول المبدعون عن العزلة، وعن هذه الجائحة؟ تقول الكاتبة والباحثة المغربية، الدكتورة حورية الظل في حوار سريع لـ«الاتحاد»: «إن لكل مبدع طقوسه الخاصة أثناء الكتابة، وله أماكن محددة يحب الكتابة فيها، ولكن خلال الحجر الصحي، توحدت الطقوس واختُزلت الأمكنة في مكان واحد هو البيت، فأنا مثلاً كنت أكتب في كل الأمكنة، حتى في القطار إذا كنت مسافرة إلى مدينة يتطلب الوصول إليها عدة ساعات، ولكن حالياً، يفرض الظرف الصحي على الكُتاب أن يتكيفوا مع الواقع، ويكتبوا في البيت، وفي الوقت نفسه تختمر تجربة جديدة، تحت تأثير الظروف الراهنة، فالعالم لن يعود للوراء، ومن ضمنه المبدع، فلابد من ظهور تيارات إبداعية جديدة بعد زمن كورونا، لأن المآسي من محفزات الإبداع». وتضيف أن «المبدع يحب الحرية، والوباء قيّد حريته نتيجة الظرف الصحي، ولذلك فإن هناك نوعاً من السعي للتحرر من قيود الحجر ومن كل المشاعر السلبية التي يخلفها الوضع العالمي». واستطردت: «أهرب إلى القراءة والكتابة، في محاولة للانفصال عن هذا الوضع، لكن الأمر لا يعد انفصالاً عن الواقع، وإنما ترجمة لما أعيشه، ومحاولة فهم، فمثلاً أنجذب الآن لقراءة الأعمال الإبداعية التي كُتبت حول الأوبئة، ومما قرأت رواية الطاعون لألبير كامو، والديكاميرون للكاتب الإيطالي جيوفاني بوكاتشيو، وهو من كتاب عصر النهضة، والكتاب الأخير حول الحجر المنزلي». وترى حورية الظل أن مستقبل الثقافة سيتغير بلا شك، وسيتأثر في مرحلة ما بعد الوباء، والتاريخ يخبرنا بذلك، فالأوبئة في الماضي كانت سبباً في تغير جذري على كل المستويات، سواء على المستوى الإبداعي أو الفني. والطاعون الذي ظل يضرب أوروبا من القرن الثالث عشر إلى غاية القرن السابع عشر دليل على ذلك، حيث يُعتقد أن الطاعون من أسباب ظهور عصر النهضة بأوروبا، وخلال هذا العصر ازدهرت العمارة والفنون والعلوم. وأضافت الدكتورة حورية الظل قائلة: إن العالم كله يعيش مخاضاً لولادة واقعٍ جديد، وسيكون الإبداع ضمن هذا الواقع، ونحن ككُتاب ومبدعين ستتغير رؤانا في المستقبل، وسنكتب ونبدع بطريقة مختلفة وحول مواضيع جديدة.

مشاركة :