التعريف الواثق بكتاب «المؤمن الصادق» | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 10/21/2015
  • 00:00
  • 45
  • 0
  • 0
news-picture

حِكَايَات لِقَاءَاتي ببَعض الكُتب لَا تُوصف، لأنَّها تَرتبط بقصَص غَريبَة، ومِن هَذه القصَص؛ قصّة لِقَائي مَع كِتَاب «المُؤمِن الصَّادق» لـ»إيريك هوفر»، هَذا الكِتَاب الذي تَرجمه أُستَاذنا الكَبير الأَديب «غازي القصيبي» -رحمه الله-. حِين تَصفّحتُ العنوَان تَعجّبتُ، لأنِّي لَم أَعهد الدّكتور «غازي» مُهتمًّا بالكُتب؛ التي تَتنَاول العَقَائِد، ولَكن حِين تَصفّحتُ الكِتَاب؛ وجدتُه كِتَابًا يَستحق أنْ يُقرَّر عَلى جَميع طُلاّب المَدارس الثَّانوية، لأنَّ الكِتَاب -باختصَار- يَتناول أفكَار حَول طَبيعة الحركَات الجَماهيريّة..! لقَد أَبدَع «القصيبي» في تَرجمة هَذا الكِتَاب بأسلُوبه الأدبِي الرَّائِع، فقَال في المُقدِّمة كَلامًا قيِّمًا عَلينَا أنْ نَتدبّره، حَيثُ كَتبَ في الصَّفحَة 14: (إنّني أَرجو أنْ يَكون نَشر الكِتَاب باللُّغَة العَربيّة؛ مُقدّمة لعَملين لَابدّ مِنهما، أمَّا أوّلهما فمَتروك للبَاحثين؛ الذين يَجب أنْ يَعرضوا تَحليل المُؤلِّف عَلَى وَاقِع الإرهَاب المُعَاصر، وأنْ يَتركوا للدِّرَاسَات الميدانيّة الدَّقيقَة أن تُصدِّق أو تُكذِّب تَحليله، «وفي رَأيي أنَّها ستُصدّقه»! وأمَّا ثَانيهما وهو أَهَم وأَخْطَر فيَقع عَلى عَاتِق الدّول العَربيّة؛ التي يَجب أنْ تَمتلئ بالفُرص، وتَزدَهر بالأنشطَة، وتَسْمَح بمُؤسّسات المُجتمع المَدني، عَلى نَحو يَقضي عَلَى الإحبَاط بَين الشَّبَاب العَربي، أَو عَلى جُزء كَبير مِنه)..! إنَّ كِتَاب المُؤمن الصَّادِق بحَقّ؛ يَجب أنْ يُقرأ عَلَى كَافّة المستويَات، لأنَّه كِتَاب حيَادي، وأقصُد بالحيَاد هُنَا أنَّه طُبِع عَام 1951، أي قَبل أنْ تَظهر عَلى السَّطْح الجَمَاعَات المُتطرّفة، وأشكَال الإرهَاب، وهَذا يُعطي الكِتَاب مِصدَاقية أُخرَى..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ أُوصيكم -ونَفسي- بتقوَى الله عَزَّ وجَلَّ، كَما أتعهّد بأنْ أَتنَاول هَذا الكِتَاب بالعَرض والتَّحليل لمَضَامينه؛ بَين فَترةٍ وأُخرَى، لأنَّه كِتَاب يَستحق القِرَاءة مَثنَى وثلاث ورُبَاع..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :