لماذا نجحت سياحة الإمارات؟ - أمجد المنيف

  • 10/22/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لا يمكن الحديث عن الملف السياحي، وتجاهل التجربة الإماراتية الرائدة، والتي استطاعت أن تكون نموذجا مختلفا في المنطقة، بل إن الأمر تجاوز ليصبح علما عالميا، والتصنيفات الدولية المختلفة تقر بذلك، ولكن السؤال هنا: لم نجحت الإمارات، بدرجة متقدمة، أكثر من غيرها؟ قبل الإجابة، يخطئ من يعتقد أن الإمارات السبع تتشابه في هذا الملف، وذلك ما يمهد لمعرفة جواب السؤال، حيث إن الأمر بشكله المجرد - أقصد النجاح - كان بسبب إستراتيجية التنسيق المشترك، بين مختلف الإمارات، وهذا التخطيط ليس رسومات جمالية على ورق، وإنما واقع حقيقي، يتلخص في التخصص باستهداف السائحين، وتحديد تصنيفات دقيقة للاستقطاب، كل إمارة بحسب تخصصها، فأبوظبي، على سبيل المثال؛ تبحث عن "السائح المثقف"، وهذا ما يفسر وجود المتاحف، والفعاليات الثقافية، وغير ذلك. بينما تستهدف دبي "السائح المتسوق"، ولذلك تجد أكبر مجمع تجاري بالعالم، واطول برج بالعالم، والكثير من الفعاليات الأخرى المصممة للمتسوقين. لذلك، تقول "هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة" إن مسؤولياتها "تتراوح من الحفاظ على التراث العريق الذي تتمتع به الإمارة لبناء المستقبل؛ ورعاية القطاع السياحي المحلي، والترويج لأبوظبي كوجهة ثقافية على المستوى العالمي. وإن الهدف لتطوير أبوظبي كوجهة ثقافية عالمية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العمل على مسارين يكملان بعضهما البعض: المحافظة على التراث، والتطوير من أجل المستقبل". في المقابل، "تتجلى رسالة دائرة السياحة والتسويق التجاري - في دبي - في جعل دبي بطليعة الوجهات السياحية الرائدة ومراكز الأعمال البارزة في العالم. وتتولى الدائرة التخطيط لتنمية قطاع السياحة في دبي والإشراف عليه وكذلك وضع وتطبيق برنامج تسويقي شامل يتضمن حملات إعلانية ونشاطات ترويجية عالمية"، وبالأرقام، ليس غريبا لو علمت أن رؤية دبي السياحية 2020 تحمل هدفا رئيسيا، يتمثل في استقطاب 20 مليون زائر بحلول عام 2020، وهو ضعف العدد الذي تم استقباله في عام 2012. بنظري، أن العنصر الأساسي في صنع الفرق، هو الاعتماد - بشكل رئيس - على جعل المواطنين هم من يسوقوا لمدنهم، عبر مشروعات وحملات تثقيفية وتوعوية، ولذلك فلا تستغربوا لو أخبرتكم بأن جل المعلومات أعلاه حصلت عليها من قبل الصديق محمد المرزوقي، المدرب الشهير في فنون "الإتيكيت" والاتصال، والذي كان يجيبني كما لو كان موظفا في "هيئة السياحة"! الأهم من هذا، هو توفير المواد التي تسهم في ذلك، فعندما زرت موقع "هيئة أبوظبي" للاستزادة، وجدت نافذة سميت ب(طلب مواد تسويقية)، وشرحها كالآتي: "توفر لكم هذه الخدمة الإلكترونية إمكانية الحصول على مادة تسويقية من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وحالما تتقدمون بطلبكم للحصول على المادة، ستقوم الهيئة بإرسالها إليكم..". والسلام.

مشاركة :