القيادات الطلابية | إبراهيم محمد باداود

  • 10/25/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما كنا طلابا على مقاعد الدراسة كانت أجمل اللحظات التي تمر ببعضنا هي عندما يكلفه المدرس بإدارة الصف أثناء غيابه ، فبعض المدرسين يختار طالباً ذا بنية ضخمة وبعضهم يختار الطالب الشاطر وبعضهم يختار الطالب المشاغب ويحمله مسؤولية الصف ، وتعد هذه التجربة أحد أهم فترات الامتحان لشخصية الطالب مع مدرسه وزملائه الطلاب فبعضهم ينجح فيكسب رضا المدرس والطلاب وبعضهم يفضل أن يكسب رضا المدرس ولو أغضب زملاءه الطلاب ، وهكذا نجد أن هناك أنماطاً إدارية مختلفة للطلاب أثناء هذه التجربة . مؤخراً أصدر أحد مدراء المدارس قراراً بتكليف أحد الطلاب ليكون وكيلاً للمدرسة وجاء في قراره بأنه نظرا لعدم معالجة مشكلة الوكيل ولم يباشر العمل بالمدرسة فقد تم تكليف أحد الطلاب في الصف الثالث ثانوي ليقوم بأعمال وكيل المدرسة وليساعد مدير المدرسة في مهامه مع العلم بأن الوكيل قد سبق أن تم تعيينه ولكنه لم يباشر منذ 4 أشهر ولم يتم معالجة الوضع مما جعل مدير المدرسة يلجأ لإصدار مثل هذا القرار والذي ألغي بعد ساعات من صدوره من قبل إدارة التعليم بالحدود الشمالية . تصرف المديرفسره البعض بأنه إيجابي فهو يسعى لتطوير المهارات الإدارية للطلاب من جهة وإعداد القيادات الشابة كما يسعى لحل مشكلة قائمة منذ 4 أشهر وإن كان في هذا الحل المقترح إحراج للإدارة ، كما فسره البعض الآخر بأنه سوء إدارة فلماذا يلجأ المدير للطلاب في حين أن هناك معلمين يمكنهم أن يقوموا بهذا الدور وكيف يمكن للطالب أن يواصل تحصيله العلمي وفي نفس الوقت إدارة المدرسة . أعتقد أن تطوير مهارات الطلاب الإدارية وإكتشاف مواهبهم في المجالات القيادية أمر هام للغاية وخصوصاً أثناء مرحلة الدراسة وليس بالضرورة أن يكلف الطالب بعمل المدير أو الوكيل ، لكن يمكن أن تتاح الفرصة للطالب الموهوب ذي المهارات القيادية أن يصبح مسؤولاً عن مهام معينة في المدرسة لفترة زمنية محدودة يتم من خلالها تطوير مواهبه فإتاحة الفرصة للطلاب لتجربة أنفسهم في المجالات الإدارية والتعرف على بعض المشاكل وتقديم بعض الحلول سيساهم في صقل شخصياتهم وتنمية قدراتهم وقد تساهم بعض تلك الأفكار البسيطة وغير المتوقعة من أمثال هؤلاء في حل مشاكل قائمة منذ عدة سنوات . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :