أمانة محافظة جدة: تُذكر فتُشكر | سالم بن أحمد سحاب

  • 10/25/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا أحسب أن أحدًا في أمانة محافظة جدة يزعم أن أداءها مُرضِ جدًا، لكن في المقابل لا ينبغي أن يُغمط حقها أو يُنكر جهدها. لا بد من الاعتراف بأن هناك أولويات كثيرة قد لا تنتهي. لنأخذ مثلًا الجسور الجديدة التي سهّلت الحركة المرورية إلى حدٍّ كبير، والتي تمت بعد مخاض طويل عانى منه السكان كثيرًا، ولعل جسر بريمان من أهمها، فلقد ذاق السائقون منه الأمرّين حتى تم افتتاحه عشية عيد الفطر المنصرم بتوجيه ومتابعة من معالي الأمين. ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فلا بد من التنبيه إلى التحديات التي يواجهها طريق الأمير ماجد، خاصة ما بين شارعي فلسطين وسعود الفيصل (الروضة سابقًا)، فالمخارج منه والمداخل إليه رديئة التصميم مسببة للازدحام وقاتلة للوقت. والحال لا يختلف كثيرًا على طريق الملك فهد، فأوقات الذروة تُذكِّرنا بأيام ما قبل الجسور. اليوم تتحدث الأمانة عن مشروع رائد يربط بين أبحر الجنوبية وأبحر الشمالية يختصر المسافة الحالية المزعجة، ويضفي على المنطقة مزيدًا من الإغراء كي تنتقل جدة إلى الشمال بمعدلات سريعة مقنعة. أما المشروع الآخر الكبير الذي يُعنى بالإنسان في محافظة جدة، فهو اعتماد المرحلتين الرابعة والخامسة من تطوير الكورنيش الشمالي، بامتداد 4 كلم شمال ميدان النورس وبتكلفة 800 مليون ريال، وفيه من المرافق الضرورية والكمالية والجمالية الشيء الكثير طبقًا لما نشرته هذه الصحيفة في 8 أغسطس الماضي. هذه المشروعات جزء من الاهتمام بالإنسان الذي لا يكاد يجد متنفسًا لائقًا في جدة عدا الأسواق والمطاعم، وكلاهما شر لا بد منه أحيانًا. ولذا دهشت عندما رأيت في تركيا اهتمامًا عجيبًا بالحدائق العامة، وبالكورنيش الطويل الممتد بالنسبة للمدن الساحلية. ومع أن المرافق بسيطة في مظهرها إلًا أنها عملية جدًا، والأهم من ذلك كله (نظيفة) جدًا. الأصل هو افتراض أن معظم الناس لا يملكون منافذ للترفيه سوى ما تُقدِّمه الدولة ممثلة في الأمانات والبلديات، خدمات مجانية ومرافق جيدة تصونها الدولة ويحافظ عليها المستفيد منها رغبًا أو رهبًا إن تطلّب الأمر ذلك. وحتى القادرون على السفر لن يفعلوا ذلك سوى أيام أو أسابيع معدودات، وعليه فالمتنفِّس البحري ضروري وحضاري وإنساني. لأمانة محافظة جدة أقول شكرًا، ولبذل المزيد لا تألو جهدًا. salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :