معرض وبرنامج «إثراء المعرفة» الذي أقامته ورعته شركة أرامكو السعودية كان ممتعاً وثرياً ومختلفاً. وقد سعدت فعلاً وأسرتي بزيارة المعرض، كما سعدنا بحسن استقبال المسؤولين عنه وترحيبهم. ولأنها أرامكو، فقد أحسنت الإعداد والترتيب والإخراج. وأما الموقع فمثالي إلى حد كبير. وكان سابقاً مستنقعاً مائياً كريهاً وبمساحة تزيد عن 160 ألف متر مربع، فأحالته أرامكو إلى أرض جاهزة مهيأة لإقامة المعارض ومزودة بمواقف تسع 500 سيارة. لدى أرامكو آلية عمل منظمة تبتعد عن العشوائية و(اللخبطة) التي ترافق كثيراً من فعالياتنا خاصة تلك المرتبطة بالإنسان ثقافة أو توجيهاً أو ترفيهاً. الأمر الآخر هو إشاعة ثقافة (التطوع) والاعتماد عليها في إنجاح المعرض الذي استمر 4 أسابيع وشهده عشرات الألوف من سكان منطقة مكة المكرمة. وحسب إحصائية سريعة فقد قارب عدد المتطوعين 700 شخص بين ذكر وأنثى معظمهم من فئة الشباب وإن كان بعضهم كهلاً جاوز الخمسين من عمره. روح التطوع تقتل الأثرة والأنانية وترديد السؤال الأزلي باستمرار: كم المكافأة؟ وللعلم فالعاملون في بلادنا بمقابل هم أقل حماساً وأضعف إنتاجاً وأكثر تغيباً. وأما أجنحة المعرض فأكثر من رائعة عموماً، وفيها فعلاً إثراء للمعرفة التي يبدو أنها تتراجع في مجتمع يزعم أنه منتسب للمعرفة، وفي الأجنحة كذلك أنشطة للصغار مثل التلوين والرسم، وللكبار مثل كتابة الخط العربي. وفي المعرض قاعة (أسماء الله الحسنى)، وقد أخرجت بطريقة مبهرة ومصنفة إلى مجموعات تلتها عروض متحركة وثابتة تظهر عظمة هذا الكون الفسيح اللامتناهي حتى يبدو للإنسان أنه أقل من قطرة ماء في المحيط الهادي الكبير. وفي المعرض قاعة ألف اختراع واختراع تقص علينا إنجازات علمائنا السابقين وتحثنا على البكاء على أطلالهم والتحسر على واقع من خلفوهم اليوم، الذين لا يقدمون للبشرية شيئاً ذا بال سوى الاستهلاك بشراهة والإنفاق أحياناً ببلاهة. وعن الاستهلاك تظهر قاعة الطاقة مدى إسراف (السعودي) بالنسبة لكل سكان المعمورة، إذ يستهلك الفرد في بلادنا 11 ضعف ما يستهلكه الصيني. وبهذا المعدل سنستهلك نصف إنتاج النفط بحلول عام 2030م، وجميعه بحلول عام 2050م. شكراً أرامكو من الأعماق. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain