- كتبت: فاطمة اليوسف حينما كنت طفلة لم اتجاوز الثمانية أعوام عندما كنت أرى بعض المتسولين في الشوارع كنتُ اتساءل عن سبب ذلك، وكانت أمي دائماً تردد على مسامعي عبارات كثيرة من بينها: الإنسان ذو (الدخل المحدود) لديه كرامة لا تُقدَّر ولا تقاس بثمن.. والإنسان ذو الدخل المحدود دائمًا يحفظ ماء وجهه ولا تمتد يده إلى الآخرين بالشوارع.. بل على العكس فإن الإنسان ذو الدخل المحدود يبحث عن رزقه في كل مكان لزيادة رزقه ولا يشعر بالحرج أبدًا مادام يعمل ويكسب رزقه (بعرق جبينه).. أما من يخرج للشارع متسولاً فهذا يعمد إلى إيصال صورة سيئة عن مملكة البحرين إلى بقية الدول الأخرى.. وهؤلاء هم دخلاء على مجتمعاتنا.. فهؤلاء يشوهون الصورة الحضارية للأرض التي آوتهم..وكنت أشعر بالغرابة فعلاً.. وتزداد تساؤلاتي أكثر فأكثر، ما اسمعه شيء وما أراه شيء آخر. كبرت ورأيت الحقائق ماثلة أمام عيني؛ فقد رأيت أنه: في مملكة البحرين تم توفير وزارات وهيئات وجمعيات خيرية ومؤسسات لتوفير الرعاية والدعم المادي لمختلف الحالات الاجتماعية.. كإعانات الزواج والإعانات الشهرية وتقديم المساعدات المتعلقة بالعلاج.. كما تم وضع قانون التأمين ضد التعطل.. وأيضًا هناك جمعيات خيرية بشتى المناطق لتقديم الدعم المادي للأسر المتعففة والمحتاجة.. بالإضافة إلى وجود المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية التي تشمل بدورها تأمين حياة آمنة للأسر المتعففة ورعاية الأيتام والمطلقات. وبعد كل ما سبق ذكره نأسف على تكرار رؤية نساء وافدات بأساليب دخيلة على مجتمعنا، يجُبن الشوارع طوال الوقت وحتى في أوقات متأخرة من الليل..ويستترن تحت عباءة سوداء لإيهام كل من يراهن بأنهن بحرينيات وقد جار عليهن الدهر.. وأنهن غير قادرات على توفير احتياجاتهن اليومية.. ويكثر وجودهن أوقات الظهيرة في هذه المناطق (جد علي - مدينة عيسى - جرداب - سند).. أما عن أوقات وجودهن فهي من الساعة الرابعة مساءً حتى الواحدة ليلاً؛ فهن يجُبن بين المحال التجارية والمقاهي الشعبية الخاصة بالشباب وبالقرب من سوق التنين في كل الأوقات. ومما يجعل الأمر يزداد غرابة لدى كل من يرى تلك الحالات التي باتت منتشرة في كل مناطق البحرين تقريباً هو أن بعضهن برفقة أطفال رُضّع وأخريات منهن برفقة أطفال في سن الدراسة.. الا تخشى تلك النساء على نفسيات هؤلاء الأطفال من التعب لاحقًا حينما يكبرون؟ ألم تفكر تلك النساء في نظرات أقرانهم إليهم حين يرونهم في المدارس ويُدركون أن هذا الطفل يتسول ليلاً برفقة أمه؟ ألا تخشى تلك النساء تنفيذ القوانين الصارمة بحقهن؟ فجميع القوانين في مملكة البحرين ترفض (التسول) رفضًا تامًا؛ فقد نصت المادة الأولى في القانون (5) لعام 2007 على الآتي: يُعد متسولاً كل من وجد في الطريق العام أو الأماكن أو المحال العامة أو الخاصة يستجدي صدقة أو إحساناً من الغير حتى إن كان غير صحيح البنية أو غير قادر على العمل. وهذا يعني أن التسول يُعد مخالفًا لقوانين مملكة البحرين. وهناك نقطة أخرى أود إضافتها أيضا.. تتلخص في أن بعض المتسولات اللاتي يقفن بالقرب من السوق الصيني (التنين) يمارسن الشعوذة أيضًا، وقد لوحظ ذلك من قِبَل الكثير من السائحين وزوار مملكة البحرين.. فتراهن يجُبن بين السيارات يطلبن الدعم المادي من أصحاب السيارات التي تحمل لوحات خليجية وبعد ذلك يسألن أصحاب تلك السيارات إن كانوا يرغبن بقراءة الفنجان أو (الودع) أو قراءة الكف وما إلى ذلك من ممارسات غير قانونية. ومن المعروف أنه: في مملكة البحرين جُرِمَ السحر والشعوذة في قانون العقوبات رقم (15) لسنة 1976 وتعديلاته في المادة (310 مكرراً) على أنه يُعاقب بالحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زاول على سبيل الاحتراف والتكسب من خلال أعمال السحر أو الشعوذة أو العرافة. وبذلك فإن هؤلاء النساء يشوهن الصورة الحضارية لمملكة البحرين وينتهكن قوانين مملكة البحرين من خلال: - التسول. - الشعوذة. فأين وزارة الداخلية ورجال الأمن من تلك الممارسات السيئة؟ وكيف لأمثال هؤلاء النساء أن يتجرأن ويقمن بنشر تلك الصورة السيئة عن مملكتنا بين بقية الشعوب الأخرى؟ وللأسف فإن من يراهن يقول: وصل بنساء البحرين أن يتسولن للحصول على لقمة العيش؟! وواقعاً فإنهن من جنسيات أخرى ووافدات لا يمُتنَ بأي صلة إلى مجتمعنا الأصيل الذي عُرف منذ القِدم بأصالة شعبه وصون كرامة نسائه. فعذراً لكِ مملكتنا.. وعذرًا لكل امرأة بحرينية تم تشويه صورتها من قِبل تلك النساء ( الوافدات - المتسولات - المشعوذات ).
مشاركة :