التدبر في أسباب التذمر..! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 10/28/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

عِندَما تَغْشَى بعض المَجَالس في كثير من المجتمعات العربية، تَجد أنَّ نَغمة التَّذمُّر ارتَفَعَت كَثيرًا، وإنْ كُنتُ ألتَمس بَعض العُذر لمَجموعة مِن المُتذمّرين، إلاَّ أنَّ العَاقِل يَمقتُ موجة التَّذمُّر؛ التي أصبَحت كالمُوضَة، بَل إنَّ التَّضجُّر والتَّشكّي أصبَحَا زَادًا يَوميًّا؛ تُوزّعه الأغلبيّة هُنَا وهُنَاك..! حَاولتُ أنْ أُحدِّد مَجموعة المُتذمِّرين، ولَكن لمَاذا أُحَاول، طَالَما أنَّ هُنَاك مَن حَاول قَبلي، وأَعنِي بِهِ الأُستَاذ المُفكِّر «إيريك هوفر»، حَيثُ يَقول بالحَرْف الوَاحِد؛ في كِتَابه «المُؤمن الصَّادق» صـ54: (عَلى الرَّغم مِن أنَّ المُتذمّرين مَوجُودون في كُلِّ مَجَالات الحيَاة، إلاَّ أنَّهم يُوجَدون بكَثرة في المَجالات التَّالية: «الفُقرَاء.. العَاجِزُون عَن التَّأقلُم.. المَنبُوذون.. المُراهِقُون.. شَديدو الطّموح، سَواء وَجد طمُوحهم المَجَال، أَم لَم يَجده.. الوَاقِعُون تَحت تَأثير رَذيلة.. العَاجِزُون جَسديًّا وعَقليًّا.. المُفْرطون في الأنَانية.. المُلوّنون.. مُرتكبو المَعَاصي»)..! ثُمَّ بَدأ الأُستَاذ الكَبير «إيريك هوفر»، بشَرح صِفَات المُتذمِّرين مِن كُلِّ صنفٍ ونوع، فهو لَم يُطلق كَلِمَة الفُقرَاء هَكذا، بَل قَسّم الفُقرَاء إلَى خَمسَة أَنوَاع، وهُم: (مُحدَثو الفَقْر، والفُقرَاء فَقرًا مُدقعًا، والفُقرَاء الأحرَار، والفُقرَاء المُبدعون، والفُقرَاء المُترابطون).. كَما فَصّل في مَلامح كُلّ فِئَة مِن هَذه الفِئَات..! ثُمَّ دَخَل المُفكِّر «هوفر» في فَصل مُستقلّ، يُعرّف فِيهِ طَائفة يُسمّيها «العَاجزون عَن التَّأقلُم»، كَمَا أضَاف فَصلاً آخَر مِن أَنوَاع المُتذمِّرين، وسمَّاهم «الأنَانيون أنَانية مُفرِطَة»، مُبيّنًا دَوائر عَرضهم، وخطُوط طولهم..! ثُمَّ خَصّص ثَلاثة فصُول مُتَتالية؛ تَحدَّث فِيهَا باستفَاضَة عَن «المُراهِقُون»، و»المُلوّنون»، وأَخيرًا خَصّص فَصلاً كَامِلاً يَحمل عنوَان: «مُرتكبو المَعَاصِي»..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نُطالب كُلّ قَارئ وقَارِئَة؛ بأنْ يَقرأ هَذه الكِتَابة، ثُمَّ يَشتري الكِتَاب، ويُقارن نِسبة تَذمّره، ومَدَى انتمَائه لأيٍّ مِن هَذه الفِئَات، مُستخدمًا جِهَاز «عَرفج» لقيَاس التَّذمُّر المُمنهج، عَلى غرَار مقيَاس «رِيختر» لقيَاس دَرجَات الزَّلازِل، ويحاول أن ينتقل بنفسه من صحراء الإحباط والتخاذل والتذمر، إلى جنة التفاؤل والانطلاق والأمل ..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :