مَن يَزعم أنَّه يَملك خَارطة تُؤدِّي إلَى كِنز السَّعَادَة؛ فهو أكبَر «بَكّاش» عَلى وَجه الأَرض، لأنَّ السَّعَادَة لَا تُدفن كالأموَات، بَل هِي مِن الكَائِنَات الحَيّة، ولَا تُقدِّم خَدمَاتها إلَّا للأحيَاء.. وهَذه بَعض اليَوميّات؛ مِن حَصيلة الفِكر الإنسَاني حَول السَّعَادَة: (الأحد) دَائماً مَا يَبحَث الإنسَان عَن السَّعَادَة وأسبَابها، والأشيَاء التي تَجلبها لَه، ولَكن يَنسَى -في غُمرة البَحث عَنها- أشيَاء؛ لَو امتنَعَ عَنهَا، لحَصَلَ عَلى نَصيبه مِن السَّعَادَة، وأعنِي بذَلك المَثَل الإيطَالي القَائِل: (مَن أرَاد أنْ يَعيش سَعيدًا، فليَبتَعد عَن الأقَارب)..! (الاثنين) لَا يَملك أَحد بُوليصة تَأمين؛ تَضمن لَه أنْ يَعيش حَيَاة كَامِلَة، لَكن العَمّ «آينشتاين» اكتَشَفَ مُعَادلة «نِسبيّة»، قَد تُضَاعف اللَّحظَات السَّعيدَة في حيَاتنا، حَيثُ يَقول: (إذَا أَرَدْتَ أنْ تَعيش حيَاة سَعيدة، فاربُطها بهَدَف، ولَيس بأشخَاصٍ أَو بأشيَاء)..! (الثلاثاء) تَعريف السَّعَادَة تَعريف عَائِم، لدَرجة أنَّ الزّوجة والزّوج قَد يَختلفان بسَبَب التَّعريف، وقَد يَتسبَّب ذَلك في انفصَالِهما، وفي ذَلك يَقول أُستَاذ الحيَاة الزَّوجيّة؛ الأديب «أنيس منصور» -يَرحمه الله-: (كَان في نِيّته أنْ يَكون زَوجًا سَعيدًا، وكَان في نِيّتها -أيضًا- أنْ تَكون زَوجَة سَعيدة، لَكنّهما اختلفَا في تَعريف مَعنَى السَّعَادَة)..! (الأربعاء) قَد يَصل الإنسَان إلَى مَرحلة المَلَل مِن السَّعَادَة، ولَكن كَيف يَكسر المَلَل؛ ويَجلب لنَفسه شَيئًا مِن التَّعَاسَة؟ إنَّه سُؤال طَرحه الهُولنديّون عَلى أَنفسِهم؛ قَبل صيَاغة المَثَل القَائِل: (المُتعَب مِن الأيَّام السَّعيدَة؛ عَليهِ أنْ يَتّخذ زَوجَة)..! (الخميس) لَا أَدري لمَاذا نَنشغل بالبَحث عَن السَّعَادَة؛ وهي بَين أَعيُننا، وقَد أشَار إليهَا ذَلك الحَكيم بكُلِّ هدُوء ويُسر، حِين رَبَطَ حصُول السَّعَادَة؛ بمُمَارسة البَسَاطة، وعَدم التَّكلُّف، حَيثُ قَال: (السَّعَادَة تَقتفي البَسَاطَة)..! (الجمعة) الحُكم عَلَى الإنسَان بأنَّه سَعيد؛ لَيس بالأَمْر السَّهل، بَل يَحتاج إلَى التَّعمُّق والتَّأكُّد؛ هَل هو سَعيد أَم لَا؟ وقَد بَالغ الإنجليز في هَذا التَّشدُّد، حَيثُ قَالوا في أمثَالِهم: (لَا تَصف أي إنسَان بأنَّه سَعيد؛ إلَّا بَعد أنْ يَموت)..! (السبت) إذَا كَان الإنسَان سَعيدًا عَلى الدَّوَام، فإنَّ سَعَادته لَيست حَقيقيّة، لأنَّ الإنسَان السَّوي هو مَن تَتلوَّن عَليه الأيَّام، فمَرَّة يَكون سَعيدًا، ومَرَّة يَكون تَعيسًا، لذَلك يَقول الإيطَاليّون في أَمثَالهم: (لَا أَحَد أتعَس مِن الرَّجُل السَّعيد عَلى الدَّوَام)..! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :