الريادة في توطين السعادة | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/23/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

السَّعَادَةُ مَطمَحُ كُلِّ البَشَرِ، ورَغم أنَّها المَطْمَحُ والمَقْصدُ، إلاَّ أنَّ النَّاس حَارُوا وتَشتَّتُوا في تَعريفِهَا، ولَا أُبَالغُ إذَا قُلتُ: إنَّه يُوجَد للسَّعَادَةِ أكثَرُ مِن 100 تَعريفٍ، تَدورُ حَول إيضَاح المَعْنَى، وبَيَانِ مُوَاصَفَاتِ الشَّخصِ السَّعيدِ..! لَا يَهمُّني هُنَا التَّعريفات -وإنْ كَانت مُهمَّةً- ولَكن مَا أنَا بصَدَدِهِ، هو وَضعُ السَّعَادَةِ في قَالبٍ مُؤسَّسَاتيٍّ، وإنشَاءُ هَيئَةٍ، أو وزَارةٍ تَضخُّ السَّعَادَةَ، وتُشجِّعُ النَّاسَ ليَكونُوا مِن القَومِ السُّعدَاءِ..! ونَظرًا لأنَّني فَردٌ، لَا أَملكُ إلاَّ نَفسِي وقَلمِي، وكُتبِي ووسَادتِي، فقَد ابتَكرتُ مُنذُ سَنوَاتٍ هَاشتَاقًا «وَسْمًا» في «تويتر» بعنوان: #منتدى_العرفج_للسَّعَادَةِ، وهَذا أَقْصَى مَا أَستَطيعُ فِعله، لضَخِّ السَّعَادَةِ بَين البَشَرِ..! أمَّا عَلى مُستوَى الدّولِ، فتَقولُ المَصَادِرُ والمَرَاجِعُ: إنَّ أَوّلَ دَولةٍ استَحْدَثَتْ وزَارَةً للسَّعَادَةِ هِي «فنزويلا»، حَيثُ تَنَاقَلَتْ وكَالَاتُ الأنبَاءِ أَواخِر عَام 2013، عَزْمَ الرَّئيسِ الفنزويلي «نيكولاس مادورو» (تَشكيلَ وزَارةٍ جَديدَةٍ للسَّعَادَةِ في البِلَادِ، تَحملُ اسمَ «وزَارةِ السَّعَادَةِ الاجتمَاعيةِ لشَعبِ فنزويلا»، تُعْنَى بتَوفيرِ احتيَاجَاتِ الموَاطنينَ مِن كِبارِ السِّنِ -رِجَالاً وسَيّدَاتٍ- وتَنفيذ بَرَامج الرَّفَاهيةِ الاجتمَاعيَّةِ). ولَا نَدري هَلْ تَمَّ ذَلكَ فِعلاً، أَمْ أَنَّ الأَمرَ كَانَ مُجرَّدَ دعَايَةٍ انتخَابيَّةٍ، يَتبخَّرُ في الهَوَاءِ، مِثل الكَثيرِ مِن الوعُودِ الانتخَابيَّةِ؟! وقَبْل أيَّام، بَشَّرتنَا الأخبَارُ باستحدَاثِ الشَّيخ «محمد بن راشد آل مكتوم»، وزَارةً للسَّعَادَةِ، «مُهمّتُها الأسَاسيَّة مُوَاءَمَة كَافَّةِ خُطَطِ الدَّولَة»..! بَعد كُلِّ هَذا أَقولُ: أَينَ نَحنُ مِن السَّعَادَةِ؟ ومَا الجِهَازُ الذي يُعنَى بِهَا لدينَا؟ هَل الرِّئَاسَة العَامَّة لرعَايةِ الشَّبَابِ، قَريبَة مِن صِنَاعةِ السَّعَادَةِ للشِّبَابِ؟ أَمْ أَنَّ الرِّئَاسةَ نَفسها عَاجِزَةٌ عَن إسعَادِ نَفسها؟! أَكثَر مِن ذَلك، هَل السَّعَادَةُ تَحتَاجُ إلَى وزَارةٍ؟ أَمْ أنَّها نَتيجَةٌ طَبيعيّةٌ لقيَامِ الأجهزَةِ الحكُوميَّةِ بوَاجبِهَا؛ عَلى أَتمِّ وَجْهٍ؟ لأنَّ كَآبةَ المُوَاطنِ أو تَعَاستَه -دَائمًا- تُعَاجلَانهُ قَبْلَ أنْ يَقومَ مِن مَقَامِهِ، لمُرَاجعةِ أيِّ دَائِرَةٍ، أَو مُؤسَّسةٍ خَدَميّةٍ..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي الإشَارَةُ إلَى أَنَّ الاختِزَالَ وَارِدٌ في كُلِّ شَيءٍ، ومِن المُمكنِ أَنْ يُسخِّفَ أَحدُهُم هَذَا المَقَال قَائِلاً: «خَلِّ عَنكَ.. كُلُّ السَّعَادَةِ في تَقْوَى اللهِ»، مُردِّدًا بيتَ «الحطيئةِ» -وهو لَم يَكُن مِن السُّعدَاء- قَائِلاً: ولَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ ولَكنَّ التَّقيَّ هُو السَّعيدُ!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :