اصطيادُ السعادةِ بسنَّارة الإرادة | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 1/5/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

قَد يَكون مِن السَّهلِ؛ أنْ نُقنع أنفسنَا بأنَّ السَّعَادَة تَحومُ حَولنا، لَكن الصّعوبَة تَكمنُ في القُدرَة عَلى اقتنَاص فُرَص السَّعَادَة، واستدرَاجها إلَى شِبَاكِ الصَّيد.. ولَعلَّ هَذه اليَوميّات تُرشدُنا إلَى وَسَائِل صَيد السَّعَادَة: (الأحد) السَّعَادَةُ لَيست بتِلك النِّعمَة البَعيدة، بَل هِي تَعيشُ مَعنَا وفي دَاخِلِنَا، ومَا عَلينَا سوَى البَحث عَنهَا، وفي ذَلك يَقول الرِّوائي «تولستوي»: (إنَّنا نَبحَثُ عَن السَّعَادَة غَالبًا، وهي قَريبَةٌ مِنَّا، كَمَا نَبْحَثُ في كَثيرٍ مِن الأحيَان عَن النَّظَارَة وهي فَوق أعينِنَا)..! (الاثنين) إذَا كَانت السَّعَادَة هَدفًا، فإنَّ التَّخطيط لَهَا هَدفٌ آخَر، لَا يَقلُّ أَهمّية عَن السَّعَادَةِ نَفسها، مِن خِلال المُثَابرةِ والجِدِّ نَحو تَحقيق هَدَف؛ يُدخِلُ السَّعَادَة إلَى قلُوبنَا، وهَذا مَا أشَار إليهِ الفَيلسُوف «جان لاروثرا» حِين قَال: (إنَّ أكبَر مَشَاعِر السَّعَادَة؛ هو أنْ يُحدِّد المَرء لنَفسهِ هَدفًا، ثُمَّ يَسعَى إلَى تَحقيقه بجِدٍّ واجتِهَادٍ، ثُمَّ يُحقِّقه فِعلاً)..! (الثلاثاء) للسَّعَادَةِ أَركَان؛ تَتمثّل في «المَرأةِ، والبيئَةِ، والعَمَل»، وقَد حَدَّد هَذا الثَّالوث الفَيلسوف «أندريه موروا»، حِين قَال: (السَّعَادَة في أنْ يَعيش الإنسَان مَع زَوجةٍ يُحبّها، وفي بَلدٍ يُحبّه، ويَشتغل في عَملٍ يُحبّه أيضًا)..! (الأربعاء) السَّعَادَة غَالِبًا تَتحدَّد مِن خِلال رُؤيتِنَا للأشيَاء، فمَن يَنظُر إلَى الأشيَاءِ مِن حَولهِ بسَعَادَة؛ يَسْعَد، ومَن رَأَى غَير ذَلِك؛ وَجَدَ خِلاف ذَلِك أيضًا، وقَد قَال الدّكتور «عبدالكريم بكّار»: (إنَّ لكُلِّ شَيءٍ نَملكه في هَذه الحيَاة؛ إيجَابيّات وسَلبيّات، لَه وَجهه المُشرق، ووَجهه الكَالِح، ونَحنُ الذين نَرَى الوَجهين مَعًا، أو نَرَى الوَجه الذي نَختَاره، وسيَكون مِن مَصلحتِنَا دَائِمًا -حِين لَا يَكون أمَامنا أيّ حَلٍّ- أنْ نَرَى الوَجه المُشْرِق، لأنَّه آنذَاك يَكون هو الحَلّ)..! (الخميس) لَا أَحَدَ يَقول: إنَّ السَّعَادَة لَم تَأتِه؛ لأنَّ الله جَعَلَ السَّعَادَة مُشَاعة، ومُوزّعة بَين النَّاس، ولَكن أَحيَانًا لَا يَنْتَبه البَعض لحَركة الطَّارقين، لِذَا يَقول أَحَد الحُكَمَاء: (السَّعَادَةُ تَقرعُ بَابنَا كُلَّ يَومٍ، ولَكنَّنا لَا نَسمَعُ صَوتَ قَرعِهَا، لأنَّهُ يَضيعُ بَينَ أصوَاتِنَا العَاليةِ، وصيَاحِنَا ونَدْبِنَا للحَظِّ)..! (الجمعة) النَّجَاحُ والقوّةُ والنّفُوذُ كُلّها أشيَاء تَجلبُ السَّعَادَة، ولَكن بشَرط أَنْ نُحسنَ إدَارة هَذه المَوارد البَشريّة، والدّكتور «عبدالكريم بكّار»؛ مِن الذين يُؤمنون بهَذه النَّظريّة، حَيثُ يَقول: (إنَّ النَّجَاح يَجرُّ القوّة والنّفوذ، والمَال والجَاه، وتَكمُنُ السَّعَادَةُ في استخدَام هَذه الأمُور استخدَامًا حَسنًا)..! (السبت) نَحنُ لَا نَملكُ رَدَّ الهمُوم، ولَكن بالتَّأكيد نَستطيعُ أنْ نُكَافحَها، ونَمنعَها مِن استعمَار حيَاتنا، بَل نَجلب السَّعَادَة لطَردها، وهَذا قَريبٌ مِن المَثَل الصِّيني الذي يَقول: (إنَّكَ لَا تَستطيع أنْ تَمنعَ طيُورَ الهمُوم؛ مِن أنْ تُحلِّقَ فَوقَ رَأسك، ولَكنَّك تَستطيع أنْ تَمنعَها؛ مِن أنْ تُعشِّشَ في شَعرِك)..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :