يقوم جدل حول فائدة فرش المساجد بالسجاد المُصنّع، والذي يسمونه من الجدار إلى الجدار. فقد تبيّن علمياً أنه من أحسن الأماكن لتوالد العثة وأيضاً إذا تبلل من أرجل المصلين أو عرقهم فإن نوعاً من العفن ينمو تحته ولا تُفيد معه مكانس الشفط، وإنه أحد مسببات الحساسية الأنفية. وكانت الحصران المصنعة محلياً (في الأحساء) مثلاً من أنظف ما أمكن استعماله قديماً. أعتقد أنه حان الوقت للتفكير في عملية فرش المساجد بالفرش المُثبّت (السجّاد) واستبداله بالسيراميك أو الرخام. وعلى الذي لا تريحه الأرضية الصلبة أن يجلب معه سجادته الخاصة. وهذا رأي أكثر من طبيب أعرفه. فمع كثرة من يرتاد المسجد، ممن لا يعتنون بصحة القدمين وبعضها ترى فيها القروح، ينتقل الميكروب، ويعيش بين شُعيرات السجاد ولا يغادرها الاّ بتعقيم حراري أو كيميائي مستمر، وهذا لا يحصل في خدمات المساجد. ولقد كان السجاد القابل للنقل والتنظيف أكثر ملاءمة وأقرب إلى الرعاية والوعي الصحيين. حيث كان بالإمكان تعريض السجاد لحرارة الشمس، أو التعهّد بغسله وتعقيمه في فترات. ورأيتُ أن مورّدي السجاد الثابت، وكذلك مصنعيه لا يلقون الإقبال الذي عرفوه بُعيد منتصف القرن الميلادي الماضي. كان ذلك لانصراف الناس إلى الخزف (السيراميك) لأنهم رأوا فيه عادة صحية تُفضي إلى النظافة. وقديماً، كانت المساجد تُفرش بالرمل الناعم النظيف، ويجري تبديله مرتين في السنة، لدرجة أن الناس كانوا يفترشونه للنوم في قبو المسجد (الخلوة) أو في ليالي الصيف في سطح المسجد (الطايه). وتوسّع أهل المملكة ودول الجوار في ذوقهم في الافتراش فاستعملوا الحُصُر المصنوعة من سعف النخيل (وهي أيضاً صحيّة أكثر من السجّاد الحالي). ثُم زادوا في أناقتهم في الافتراش فاستعملوا الحُصُر التي تسمى (مداداً)، الواحدة "مدّه". وتأتي من الأحساء. وتوقّفتُ عند كلمة "مَدّة" فوجدتُ قاموس اكسفورد شرح كلمة Mat بأنها حصير. وقال إنها جاءت من اللاتينية Matta (متّا) وأنها أيضا بالعبرية (ميتّاه) Mittah. ومتأكد أنا أن الكلمة - مدّة - تلك، أُخذت من الفصحى مّد، يمدّ فهو ممتدٌ، لكن ألا يُوجد تقارب؟ * نافذة شعر إخواني لستُ للنحوِجئتكم لا ولا فيهِ أرغبُ خلّ زيداً لشأنِهِ أينما شاء يذهبُ أنا مالي ولامرئٍ أبد الدهر يضربُ لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :