كما توقعنا هنا بالأمس، بصعود قوي وفوري لأسهم سوق دبي المالي، حيث سجل أقوى تداولات منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، لتتجاوز القيمة السوقية حاجز 400 مليار درهم، رابحة أكثر من 10 مليارات درهم في يوم، بعد يوم من الإعلان عن 10 إدراجات لشركات حكومية وغير حكومية في سوق دبي، وإنشاء صندوق بملياري درهم كصانع للسوق. صحيح أنه قد تكون هناك تراجعات في الأيام التالية، وفقاً لآليات السوق وجني الأرباح، لكن ما هو أكيد أن قرار لجنة تطوير أسواق دبي المالية للوصول بقيمتها إلى 3 تريليونات درهم، منح الأسهم فورة انتعاش لم تشهدها منذ سنوات، والمؤشرات ظهرت أمس بارتفاع قيمة عدد كبير من الأسهم، كان أهمها ارتفاع سهم سوق دبي المالي، مضيف الأسهم الجديدة، بالحد الأعلى تقريباً (14.15%)، وحتى سهم «أملاك» الذي عانى طويلاً في السنوات الماضية ارتفع (10.45%). هذا في التأثير المباشر اليومي، لكن الخطوة أبعد من تداولات السوق، فالإدراجات دماء جديدة في شرايين الاقتصاد، بحكم أن الشركات المرشحة للإدراج، والتي تم الإعلان عن أولها أمس، وهي هيئة الكهرباء والماء (ديوا)، ذات تأثير بالغ في اقتصاد دبي، فقيمة أصولها تبلغ 200 مليار درهم. وإدراج «ديوا» كما أعلن مكتوم بن محمد بالأمس خلال أشهر، سيكون على مراحل تراعي حجم الأصول الضخمة، ضماناً لعدم التأثير على السيولة في الأسواق، لأن الاكتتاب في أسهم «ديوا» متوقع أن يستقطب أضعاف ما سيطرح؛ لأن الاستثمار فيها وفي غيرها من الشركات الحكومية هو استثمار في مستقبل دبي الواعد، لذلك من الواضح أن اللجنة راعت ذلك، لأن التوقعات أن تكون هذه الإدراجات الأضخم في تاريخ السوق، بما يسهم في زيادة عمق السوق وتنويع القطاعات والخيارات أمام المستثمرين، خاصة أن «ديوا» ستكون أول شركة للطاقة في سوق دبي الذي يتعطش إلى منتج جديد وأسهم قطاعات مختلفة مثل الكهرباء والماء والبتروكيماويات والسياحة والتعليم والصحة والنقل، وهي قطاعات ليست موجودة حالياً في الأسواق المحلية، أو بشكل محدود، رغم أنها تحقق تدفقات مالية جيدة. فضلاً عن ذلك، فإن الإدراجات الجديدة ستلعب دوراً مهماً في جذب مستثمرين جدد من داخل الدولة وخارجها، وسترفع الثقة الدولية المتزايدة بسوق دبي، وتجعله محط أنظار المؤسسات الدولية، وهو ما قد يدفع شركات خاصة وعائلية للتحول لشركات مساهمة عامة يحتاجها السوق المالي. خلاصة الأمر أن مضاعفة قيمة سوق دبي المالي قد تتم خلال فترة زمنية قصيرة، بالتوازي مع خطط مضاعفة قيمة الأسواق والبورصات الأخرى، ما يحفز وتيرة النمو في دبي وتجاوز توقعات النمو المعلنة للعام الحالي والقادم. والأمر الواضح أن دبي خرجت من تأثيرات جائحة كورونا أكثر قوة وأكثر انفتاحاً واستجابة لمتطلبات المستقبل، وأكثر مرونة ونجاحاً، فهي التي جمعت العالم في إكسبو دبي، في أول حدث دولي بهذا الحجم منذ الجائحة، وأسهمت بقوة في إعادة الحياة لحركة السفر الدولية بضوابط عملية سمحت لها بالتشغيل التدريجي لطيران الإمارات إلى غالبية الوجهات التي كانت تصلها قبل الجائحة، وفي نفس الوقت العودة بالطاقة التشغيلية لمطار دبي إلى سابق عهدها، والتي تكتمل خلال أسبوعين بتشغيل جميع مباني المطار، في أقوى مؤشر على التعافي التام، وتتويجاً لكل النجاحات في محاصرة الجائحة. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :