خدمات الشورى ترفض مشروع قانون بقصر مهن معينة على البحرينيين

  • 11/4/2021
  • 23:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتفقت‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬بمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬مع‭ ‬آراء‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وجمعية‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬وغرفة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬مشروع‭ ‬بتعديل‭ ‬قانون‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ (‬المعد‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بتضمين‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬بشأن‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬قائمة‭ ‬بالمهن‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يشغلها‭ ‬إلا‭ ‬بحرينيون،‭ ‬ونسبة‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬أو‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المختلفة،‭ ‬والضوابط‭ ‬والقيود‭ ‬الخاصة‭ ‬بحالات‭ ‬الاستثناء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محدودة‭ ‬ومؤقتة‭.‬ وأكدت‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭  ‬صعوبة‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬وذلك‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬عددٍ‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬والتي‭ ‬أثبتت‭ ‬فشلها‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التطبيق‭ ‬نتيجة‭ ‬حدوث‭ ‬مشاكل‭ ‬عدة‭ ‬أدّت‭ ‬إلى‭ ‬تشوهات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬ وأشار‭ ‬ممثلو‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬تعارض‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬مع‭ ‬توجهات‭ ‬الدولة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬التزام‭ ‬الهيئة‭ ‬بالخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لسوق‭ ‬العمل،‭ ‬لتتضمن‭ ‬وضع‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬جعل‭ ‬البحريني‭ ‬الخيار‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬التوظيف،‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬الهيئة‭ ‬بشكل‭ ‬دؤوب‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وصندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭) ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬توظيف‭ ‬المواطنين،‭ ‬مشيدين‭ ‬بالدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬أجور‭ ‬البحرينيين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬فرص‭ ‬توظيفهم‭ ‬وخفض‭ ‬نسبة‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬17%‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬8%‭.‬ من‭ ‬جانبه‭ ‬أكدّ‭ ‬الدكتورعبدالوهاب‭ ‬محمد‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬أهمية‭ ‬إعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للبحرينيين‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬صعوبة‭ ‬تطبيق‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وبالأخص‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي،‭ ‬لأنه‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬توجد‭ ‬بالفعل‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬العامين‭ ‬البحرينيين‭ ‬حديثي‭ ‬التخرج،‭ ‬فقد‭ ‬تتطلب‭ ‬بعض‭ ‬التخصصات‭ ‬الطبية‭ ‬الدقيقة‭ ‬أطباء‭ ‬ذوي‭ ‬خبرة‭ ‬عالية‭ ‬فيها،‭ ‬لذا‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬المستشفيات‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬الكوادر‭ ‬الأجنبية‭ ‬لتلك‭ ‬التخصصات‭.‬ ورأت‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬يخضع‭ ‬لديناميكية‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ ‬فيه‭ ‬بحسب‭ ‬حاجة‭ ‬السوق،‭ ‬وإنه‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الضوابط‭ ‬والقيود‭ ‬أو‭ ‬تحديد‭ ‬مهن‭ ‬بعينها‭ ‬وبنسب‭ ‬ثابتة‭ ‬يتطلب‭ ‬تغييرها‭ ‬إجراءات‭ ‬بيروقراطية،‭ ‬وتستلزم‭ ‬تغيير‭ ‬التشريعات‭ ‬واللوائح‭ ‬المتعلقة‭ ‬بها‭.‬ فيما‭ ‬بيّن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الحر‭ ‬لنقابات‭ ‬عمال‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬طرق‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬البطالة‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬لرفع‭ ‬كلفتها‭ ‬والتخلص‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الكفيل‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬لأصحاب‭ ‬العمل‭ ‬عمالة‭ ‬أجنبية‭ ‬رخيصة‭ ‬الكلفة‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬تفضيل‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬البحرينية‭.‬ واقترح‭ ‬الاتحاد‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الدولة‭ ‬بفرض‭ ‬رسوم‭ ‬مباشرة‭ ‬لتصاريح‭ ‬العمل‭ ‬وذلك‭ ‬لزيادة‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخضع‭ ‬لنظام‭ ‬العمل‭ ‬المرن،‭ ‬بهدف‭ ‬وقف‭ ‬تدفق‭ ‬العمالة‭ ‬الرخيصة‭ ‬والاعتماد‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإنتاج‭.‬ من‭ ‬جانبها‭ ‬أكدت‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬عدم‭ ‬تناسب‭ ‬مضمون‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬والذي‭ ‬يعالج‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬على‭ ‬اختصاص‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬بشأن‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬جعل‭ ‬اختصاص‭ ‬وضع‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬بشأن‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬الوزارة‭ ‬المعنية‭ ‬بشؤون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬وبعد‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬مع‭ ‬النصوص‭ ‬الدستورية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬ وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تضعها‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وصندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭) ‬والمرتبطة‭ ‬برفع‭ ‬كفاءة‭ ‬وتنافسية‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬أثبتت‭ ‬فاعليتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثبات‭ ‬نسبة‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬والتي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬4%‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬صحية‭ ‬بحسب‭ ‬المعايير‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬صور‭ ‬البطالة‭ ‬التي‭ ‬تندرج‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بعدم‭ ‬التناسب‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬والحاجة‭ ‬الفعلية‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭.‬ وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النص‭ ‬بصياغته‭ ‬الحالية‭ ‬وفقـًا‭ ‬لآخر‭ ‬تعديل‭ ‬يتسم‭ ‬بالمرونة‭ ‬التي‭ ‬يتطلبها‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬ذي‭ ‬صلة‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬وسوق‭ ‬العمل‭ ‬المحكوم‭ ‬بالعرض‭ ‬والطلب‭ ‬والمتغير‭ ‬بطبيعته‭ ‬مما‭ ‬تنتفي‭ ‬معه‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬تعديله‭ ‬بالصورة‭ ‬التي‭ ‬تضمنها‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭.‬ وشددت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اختلاف‭ ‬ظروف‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وقوته‭ ‬وطبيعة‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وحجمه‭  ‬من‭ ‬دولة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬تجارب‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬في‭ ‬توطين‭ ‬الوظائف‭ ‬وافتراض‭ ‬نجاح‭ ‬تلك‭ ‬التجارب،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬طبقت‭ ‬فكرة‭ ‬حصر‭ ‬بعض‭ ‬المهن‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية‭ (‬قبل‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭) ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬عدة‭  ‬اختلالات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل؛‭ ‬منها‭ ‬افتقار‭ ‬بعض‭ ‬العمال‭ ‬للمهارة‭ ‬أو‭ ‬الكفاءة‭ ‬والتخصص‭ ‬المطلوب‭.‬ ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الاستناد‭ ‬إلى‭ ‬دراسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬ومالية‭ ‬للآثار‭ ‬التي‭ ‬ستترتب‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬والاستثمار‭ ‬وسوق‭ ‬العمل،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬الشديدة‭ ‬الارتباط‭ ‬بالاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وظروف‭ ‬السوق‭ ‬والاستثمار،‭ ‬وأي‭ ‬تعديل‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬نصوصه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬الأثر‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭.‬

مشاركة :