عجوز غريب الأطوار | د. عبد العزيز حسين الصويغ

  • 12/3/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عندما مات رجل عجوز في عنبر الشيخوخة في أحد المستشفيات في إحدى القرى في أستراليا، كان الجميع يظنون أنه لم يترك أي شئ له قيمة بعد موته. وفيما بعد عندما جردوا مقتنياته الشخصية، وجدوا قصيدة كتبها قبل وفاته أذهلت الممرضين والممرضات اللاتي كن يعتنين به، إلى درجة أنهم قاموا بنسخ صور عنها وتوزيعها على كافة عنابر وأقسام المستشفى. وأخذتها إحدى الممرضات معها إلى مدينة ميلبورن، إحدى أكبر المدن الأسترالية. حيث نشرتها إحدى الصحف، ثم انتقلت في المنتديات على شبكة الانترنت .. ومنذ ذلك الحين أصبحت تركة الرجل العجوز ثروة للأجيال هناك، لما تحمله من كلمات بسيطة .. ومعانٍ كبيرة. اسم القصيدة هو: (رجل عجوز غريب الأطوار) Cranky Old Man، وقد ترجمتها بتصرف، وتقول أبياتها: ماذا ترين أيتها الممرضة .. ماذا ترين؟ ماذا تفكرين أيتها الممرضة .. وأنتِ تنظرين إلي؟ رجل عجوز غريب الأطوار، نظراته غريبة غير مُستقرة يُسقط الطعام على نفسه .. ولا يُجيب على أحد. غير مُدرك لما حوله .. لا رغبة لديه في الحياة .. نطعمه .. ونعتني به .. نساعده حتى في تنظيف نفسه .. هل هذا ما ترينه؟ هل هذا ما تفكرين فيه؟ إذاً افتحي عينيك أكثر، أيتها الممرضة. فأنتِ لا تنظرين إليّ جيداً .. أنا في رأيك مجرد رجل عجوز فانٍ يجلس هناك دون حركة يفعل ما تريدين .. ويأكل ما تُقدمين .. أنا كنت يوماً يا صغيرتي طفلاً صغيراً لا يتجاوز عمري عشر سنوات ... لديه أب وأم .. وأخوة وأخوات .. وكنت ولداً صغيراً في السادسة عشرة.. لديه جناحان في قدميه يحلم بأنه يوما ما سيقابل من يُحب وسيُصبح عريساً في العشرين ... وسيقفز قلبه من الحب. ويتذكر الوعود .. ولا ينساها وفي الخامسة والعشرين كان لدي طفل صغير أحببته .. كان في حاجة إلى رعايتي وكرجل في الثلاثين .. صغيري الآن أخذ ينمو بسرعة، وفي الاربعين، أولادي الصغار ... كبروا ورحلوا، ولكن زوجتي مازالت بجانبي ... تواسيني وتُخفف أحزاني وفي الخمسين، مرة أخرى .. يلعب الاطفال فوق ركبتي، مرة أخرى، نعرف الأطفال .. محبوبتي وأنا، لكن الأيام السوداء أحاطت بي .. فزوجتي الآن قد ماتت. أنظر الى المستقبل .. ويقشعر بدني من الفزع فصغاري الآن يرعون صغاراً من صلبهم وأفكر بالسنوات ... وبالحب الذي عرفته. أنا الآن رجل عجوز .. أظهر كالأحمق في نظركم لا أسيطر على جسدي، ولا طاقة لدي ولا عزم .. لكن .. مازال داخل هذا الجسد المتهالك يسكن شاب صغير.. وقلبٌ ينبض يتذكر السعادة .. ويتذكر الشقاء ولازال .. يُحب الحياة لكنه أدرك اليوم أن لا شئ يبقى لا شئ يستمر لذا افتحوا أعينكم أيها الناس .. وانظروا .. أنا لست رجلاً عجوزاً فانياً اقتربوا أكثر وانظروا حتى تروني!! nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :