شاءت الأقدار أن أتصل بإحدى (الفنانات الخليجيات) لغرض صحفي وليس طربي، بعد أن حصلت على رقم هاتفها من أحد الأصدقاء، ففوجئت بصوت (دعاء) نغمة لهاتفها - سبحانه وحده الهادي -!. كذلك استغربت الطريقة الجادة في الإجابة على الاتصال، والتي لا توحي بأنها (فنانة)، حتى أنني اعتقدت بأن الرقم خاطئ؟ ولكن الرقم كان صحيحاً بالفعل، فهمت فيما بعد أنها غيرت رقم هاتفها أكثر من مرة - بسبب الإزعاج - ووجدت أن هذه أفضل طريقة للتخلص من الفضوليين، هذا الموقف جعلني أنتبه، وأدقق أكثر في كل (نغمة رنين) بعد ذلك، وهل هي تعكس واقع صاحب الرقم أم لا؟!. بكل تأكيد لا يحق لنا تصنيف الناس حسب أمزجتنا، فلهم (كامل الحرية) في اختيار النغمة التي تناسب شخصيتهم، أذكر مثلاً أن طبيباً يضع (شيلة) نغمة لهاتفه! وفي إحدى المرات اتصلت من أجل تقديم واجب العزاء، فكانت نغمة الهاتف (قصيدة رومانسية) لا تتناسب قطعاً مع الموقف، بكل تأكيد هناك من يخطئ في اختيار نغمة لا تتوافق مع عمره، أو مكانته، وربما أنها تُعطي دلالة خاطئة، وتجعل الآخرين يُسيئون الفهم، خصوصاً نغمات هواتف (النساء)؟!. الأمر قد يكون فيه حساسية، فمع توسع دخول المرأة في سوق العمل، بات من الطبيعي أن تتلقى بعض الاتصالات على جوالها سواءً من زملائها في الوظيفة، أو من بعض العملاء إذا تطلبت طبيعة عملها مثل هذا الأمر، وهذا مُشاهد ومعمول به، السؤال هنا هل ستُحدد (نغمة الهاتف) طريقة التعامل مع المرأة؟ وربما عرّضتها (لموقف مُحرج) خصوصاً إذا كانت نغمة هاتفها (أغنية عاطفية)، أو صوت موسيقى؟!. لا نفترض أن جميع المُتصلين على درجة واحدة من الوعي والفهم، فهناك من سيُفسر الرسالة (بشكل خاطئ)، ويجعلها مُبرراً للمُعاكسة، أو التميلح المقيت، قد تجد بعض النساء في الأمر مُتعة وتسلية عندما تشعر باهتمام زائد، على طريقة (الخرفنة البريئة)، ولكن الأمر سيؤدي حتماً إلى مشاكل (تتفاقم مع الوقت)!. أذكر عند مُشاركتي سابقاً (لرجال الهيئة) عند إيقاعهم ومُداهمتهم لمروجي (الخمور) من مُخالفي نظام الإقامة والعمل، كانت نغمات هواتف بعضهم عبارة عن صوت (القران الكريم)، أو (دعاء)، لغرض التمويه، وفي هذا دلالة على أن نغمة الهاتف، لا علاقة لها بحقيقة الإنسان !. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :