(أهلية الطفل) لامتلاك (هاتف ذكي) - فهد بن جليد

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الفرق بين أطفال العرب وأطفال (بيل جيتس) مؤسس مايكروسوفت، أنَّ مُعظم أطفالنا دون سن (العاشرة) يملكون هواتف ذكية - ولو بشكل غير مُباشر - يدمنون تصفحها اليومي بتشجيع من الوالدين - كمُتطلبات للتقدم واستشراف مُستقبل أفضل - والتنقل عبر مواقع اليوتيوب وغيرها من برامج وألعاب الـ أون لاين, بينما (بيل جيتس) أعلن أنه لم يسمح لأطفاله بالحصول على هاتف شخصي قبل بلوغهم سن 14 عاماً، مؤكداً أنَّ عائلته - وهو التقني الأول في العالم - تلتزم بقواعد منزلية صارمة بشأن استخدام الهواتف الذكية.. 38 في المائة من أطفالنا دون سن العامين، يتعاملون مع (هواتف ذكية) بما فيها من مقاطع وألعاب بشكل دائم هذا ما يقوله على الأقل الخبراء والمُتخصصون في التربية وعلم الاجتماع وعلم الاتصال، مُحذرين بأنَّ العلاقة مُخيفة و تُهدد صحة الأطفال، و تظهرهم وكأنَّهم مصابين بمرض التوحد، و تضعف قدراتهم العقلية، وتؤثر على تفاعلهم مع البيئة والأشياء من حولهم، وأنَّ الآباء قد يلجأون لمحتويات الهواتف الذكية من أجل التخلص من بكاء الطفل وإشغاله، مما سبب هذا الانعكاس السلبي على الطفل من الناحية التربوية - لأنه غير مؤهل - في هذا العُمر المُبكر، للتعرض لكل هذا المحتوى دون تقنين أو مُراقبة، بينما يُخالفهم الرأي آخرون، مُحذرين من مخاطر الحرمان على الأطفال في ظل الانفتاح والتطور العالمي, وأن التعرف على هذه التقنيات والتعامل معها أمر له إيجابيات التي تفوق السلبيات المُثارة. في الدول الأوروبية ظهر مؤخراً اهتمام الآباء المُتزايد بهذه القضية، مع تسجيل حوادث صادمة حول اكتشاف أطفال تعرضوا لمعلومات أو مشاهد - غير مُناسبة وغير مُرضية - نتيجة التصفح الحُر في هذا السن، لذا بدأت التربية الحديثة تُقنن الاستخدام، وتحدد له أوقات مُناسبة، وهو عكس ما يحدث غالباً في عالمنا العربي ونحن نهرول فرحين برؤية أطفالنا يتعاطون بنجاح مع الهواتف الذكية وبرامجها، على اعتبار أن هذا تقدم ورفاهية وعلم. المُبادرة الألمانية (راقب ما يفعله أطفالك بالميديا) هي أكثر المُبادرات الغربية انتشاراً لعلاج الموقف، بتحديد العمر ووضع قوانين الاستخدام، ولكن مثل هذه الجهود اصطدمت برؤية (مواكبة العصر) ومُجارات التطور التقني والمعلوماتي الهائل الذي نتعرض معه بمُختلف الأعمار، وهي ذات المُبررات التي نسوقها في مجتمعاتنا العربية، مما يؤكد أن الخطر واحد يُهددنا جميعاً، ولكن الثقافة الأضعف هي التي ستنهار أولاً أمام هذه التقنية. وعلى دروب الخير نلتقي.

مشاركة :