فهد بن جليد هو: ألو. الآخر: أهلين مين؟ هو: معقولة ما عرفتني.. طبعاً يا عم، إللي عليّ عليّ، والله لنا إحنا المساكين. الآخر: يا عزيزي أنا آسف ما عرفتك، يا ليت تذكرني وتقول لي من أنت وبسرعة؟ وماذا تريد؟ لأنني فعلاً مشغول وخارج البلاد. هو: لا لا ما راح أقول، خمّن أول، أشوف بتعرفني وإلا نسيت ربعك الأولين، وغيَّرتك الدنيا؟ إلا بالمناسبة وين مسافر؟!. الآخر: يا حبيبي.. وقتي ضيّق جداً، وما ني فاضي، مشغول فعلاً. هو: يا رجال وش مشغول فيه؟ ألله أكبر يا (مبعوث الأمم المُتحدة)، لا تصرف الموضوع في أي بلد أنت؟ عشان تجيب لنا هدايا.. يبدو أنَّ من بيننا من يجب إخضاعه لدورات تثقيفية خاصة بـ (فن ومهارات) الاتصال الهاتفي، ولن أقول (آداب) المكالمات الهاتفية حتى لا يغضب مني الكثير، فالمُعاناة (اليومية) التي نعيشها لم تعد تُطاق، ولا مجال للمزيد من (المُجاملات) مع عدم مراعاة أوقات الاتصال المُناسِبة، ولا حال مُتلقي المُكالمة، ولا نوع وأهمية موضوع الاتصال، ولا تفذلك البعض أثناء الحديث الهاتفي.. مُراجعة (علاقاتنا الهاتفية) ضرورة، حتى لا نفقد الإجابة يوماً على اتصالاتنا بالآخرين! قديماً كانت الزوجة في بعض الدول تتصل بزوجها المُغترب (رَّنة واحدة) فقط وتُغلق الخط مُباشرة - حتى لا تُحتسب تكلفة المُكالمة - هي في حقيقة الأمر لا تريد التحدث إليه، بقدر ما تريد طمئنته بأن الأمور لديها جيدة، وإشعاره بأنها (مُشتاقة إليه) وتتذكره دوماً، وهو يُبادلها (برَّنة مُماثلة) تحت بند (رد التحية) بأفضل منها تبعاً لقاعدة (ما تغيبش كثير وخلي بينا رنات) الشهيرة!. رغم أن الأمور تغيرت مع تطور وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك نفراً من مُختلف البلدان العربية ما زالوا يحافظون على هذه القاعدة والمهارة الاتصالية، وأكثر ما يُزعجني عندما يمُارس أحدهم هذه العادة معي، ويكون هو من يحتاج التواصل أصلاً. وأذكر هنا (سذاجتي) قبل نحو (14 عاماً) عندما كنتُ (مراسلاً إقليمياً) لإحدى الشبكات التلفزيونية العربية، وكانوا يتواصلون معي غالباً بهذه الطريقة، حتى أثناء المُداخلات الهاتفية في البرامج ونشرات الأخبار.. لا تسألني لماذا؟ ولا كيف كنتُ أقبل بهذا الوضع؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :