حافظ البرغوثي يكتب: نهب التراث الفلسطيني بعد الأرض

  • 12/24/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شاهدت فيديوهات لمستوطنين يؤدون الدبكة الفلسطينية التراثية المعروفة باسم الدحية التي تغنى في الأعراس وهي دبكة بدوية تراثية ذات إيقاع راقص. وشاهدت مجندات إسرائيليات يتدربن على الدبكة الشعبية أيضا، وبعد حين ستروج هذه الدبكات على أنها من التراث اليهودي. فلا يوجد تاريخيا فولكلور يهودي لأن اليهود لم يقيموا دولة عبر التاريخ بل عاشوا بين شعوب أخرى وتحدثوا لغاتها، طبقا لقوله تعالى “وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا” بمعنى الانتشار في الأرض ولم يحدد مكانا معينا من الأرض. ولعل سرقة التراث الفلسطيني بدأ مع قيام الكيان الإسرائيلي حيث تم تدمير 400 قرية وتم تسمية مكانها بأسماء جديدة أو محرفة عن الاسم الأصلي ولم يبق من تلك القرى سوى حجارة بيوتها المتناثرة ونبات الصبر الذي كان منتشرا في القرى وبات الصبر يشير إلى المواقع. في مسابقة الجمال التي جرت مؤخرا في إيلات اختار المنظمون الإسرائيليون إقامة خيمة عربية ثم فردوا الأكلات الشعبية من ورق الدوالي وغيرها قائلين إنها أكلات يهودية ثم ألبسوا المتسابقات أزياء فلسطينية مطرزة قائلين إنها أزياء يهودية حتى تدخلت منظمة اليونسكو واعتبرت الزي المطرز تراثا فلسطينيا لحمايته من السرقة. وفضلا عن تسويق الحمص والفلافل والبقدونسية في العالم على أنها اكلات يهودية وليست عربية فان سرقة التراث العربي والفلسطيني وصلت الموسيقى والأغاني فمن يستمع للإذاعات الاسرائيلية يسمع أغاني وألحان عربية بكلمات عبرية. وحتى اللغة العبرية الحالية هي اختراع حديث حيث وضعها يهودي روسي جاء من روسيا إلى فلسطين سنة 1890 واستعان بالقواعد العربية واللغة الآرامية الكنعانية، وأضاف إليها من لغة الييدش واللغات الأوروبية وسماها لغة عبرية وتكتب بالحروف الآرامية الشبيهة بالعربية القديمة أي حروف منفصلة. فالشهية الإسرائيلية لمحو كل ما هو فلسطيني تتجاوز الإنسان وعرقه إلى تراثه ولغته ولباسه بل ذهب بعض المتفذلكين من اليهود الصهاينة لطرح افتراض أن الفلسطينيين هم قبائل يهودية أسلمت وأن بدو النقب هم يهود أصلا. يحكى أن تاجرا معروفا في الخليل له صديق تاجر إسرائيلي وذات يوم اشتكى التاجر الإسرائيلي من أنه اشترى كمية كبيرة من صدريات النساء ولم يستطع تسويق بعضها لأنها كبيرة الحجم فعرض على التاجر الخليلي شراءها بثمن رخيص فاشتراها وبعد شهور التقيا فسأله الاسرائيلي ماذا حدث للصدريات! فرد عليه الخليلي لقد بيعت كلها فسأله متعجبا هل نساؤكم ذوات صدور كبيرة! فرد الخليلي لا إنما رؤوسكم كبيرة فقد أعدت تفصيلها وطرزتها كقبعات للمتدينين اليهود وبعتها.

مشاركة :