أحمد العسم يكتب: في الخوف وما يشبهه

  • 12/26/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

«خوفي منك ياربي يدفعني إلى عفوك والرجاء» ……… بعد الصلاة يأتي عزيز من كبار السن إلى الشارع الذي تستقر فيه نفسي وتحب، يمر سريعاً ويقول: يا أستاذ، تعرف من خلق الخوف، قلت: نعم هو«الله سبحانه»، خافه ولا تخف سواه، ولا تخف شيئاً في الصالح العام، ولا تجعل صوتك عريضاً في الحوار، ولا تجعل تحدي الآخر يغرقك بعنف جهله ويمضي، يقول: احذر وخف خوف الآمنين، ثم مضى تاركاً الأسئلة والإجابة عنها في نظرتي إليه حين كان يحدثني، أحببت هذا الرجل الذي أعرفه باسمه الأول «سالم» في الغياب… ثم غاب الأمل لحظة غيابه، وفي كل مرة تأتي به ذاكرتي أنهض من سريري فأجدني نهضت مطمئناً غير خائف لأنه وجهة استيقاظي أعرف سعادتها، وجسدي سيحتفظ بمائه وقلبي يسنده الحب والتعافي والعمل على التفاؤل بمناطقه الواسعة حين أقابل الناس فيها وأراهم، القلب زائر يعرف راحته والطريق الذي يسلكه كتب له الله.. النوايا تخرج من بيت القلب، والقلب له «سائق يسوقه» إلى الرجاء مع صوت الخوف، لي أخطائي ولي صوابي، أعترف، أحتاج إلى ضبط المنبه وصوته وقبل النوم لقراءة ما يحتاجه. لابد من الحذر حين أراني جبلاً أستمر ولا أحاسب المطر على انهيار الحصى عندما ينزل جارفاً، ثم أقول بصوت الخائف: أنا مثل هذا الحجر وأخف، وإن هذا الحجر ينزلق ويذهب للانضمام إلى الحجارة المنزلقة ويكون عائلة من الحجارة، أما أنا الخائف فأحتاج إلى سند لخوفي وهو الرجاء بالدعاء للثبات والانتصار لصوت العقل، ولا أذهب إلى الوادي الجارف خوفاً من أن أجرف. ممن نحذر ولا نخشى…. من سلوك متعجرف يحمل ضغينة وصديق يتبع خطأك ولا يعينك، بل يقف متفرجاً يريد أن تزل قدمك، يبغضك، من مغرور هالك ويريد أن يهلكك ومدير تقدم له الإنجاز ويقلل من شخصك ولا يحاورك، نحذر لأننا أجساد لها سخونة ووفاء، ولا نريد من يؤشر علينا ويصفنا بوصف سيئ ليس فينا ويُصدق. هذا من فضل ربي….. في الصباحات أمام البيت/ أحاور هذه الطيور/ أضع لها الكلام/ وأحذرها/ من الجوع وتربص الآخرين/ تسمع/ تأكل/ تشرب/ وتطير/. ما يؤنس الروح يدها التي أضعها مع الجماعة، وما يقلقها ذاك المتربص الآكل للأمل، المعترض «بأنا» غير عارف، متضخم، الخوف والرجاء والدرب الآمن المحصن جدار يمنع الوصل «خوفي عليك، خوفي على دنياك أنت أجمل من غدرهم وأنت محشوم عن الزلات يا قلب حسابهم قادم وربك خلق دنياك»‫

مشاركة :