من يقول الشعر ويردده شاعر: الذهاب إلى فكرة الصمت/ إلى الأعماق/ إلى الماء/ إلى التقاط صورة/ إلى الصورة في الأعماق/.. أفكر بهذه الدراما وهذا الصمت لاتخاذ قرار يبعد البال بعيداً إلى ما يجدد الطاقة ويعيد الاتجاهات إلى الطريق السليم، إلى التركيز الذي تشتت بسبب أشياء خرجت عن السيطرة «أركز على الأفعال، وردود الأفعال»، بعيداً وفي عزلة إيجابية أخرج منها متمكناً من أدوات الحياة متخذاً قراراً محفزاً نحو الأمام مبتعداً عن الدخول في ما يستنزف الوقت ويضيع الجيد ولا يصنع الجديد، التفكير في الصمت فلسفة أخذتها من طائر يسألني عن الصمت وأنا أمشي ببطء، قال لي: بمَ تفكُّرُك قلت له: أفكر بالصمت، الأشياء الحرة الواقفة التي لا يهزها الكلام ولا تكترث إلا إلى النحو والتالي بعده، والرد على من يريد أن أملأ فراغاته النفسية، عبر قراءة قصة الحياة وفلسفتها، أحيانًا أحتاجني داخلي أصل العمر أدعوه إلى تفاؤل خاص يخرج من إطار الموضوع على جدار، أو يعود بالنفع على فكرة أساسها البعد عن كل ما يؤثر، فكرة الصمت خاصة وحق للجميع الانفراد. يقول أحد المقربين: في الصمت أبعد عن الحوارات حتى لا يناقشني سواي، مرة أفتح النافذة وأخرى أغلقها وهكذا أفعل مع أدراج المكتب والمكتبة، أجلس أمام كل شيء لا يفكر ويرفع معي الحوار، أجد الأفضل في الصمت حديثاً داخلياً وأسئلة أجيب عليها دون تدخل من أحد.. أخذت كلامه ووجدت أفكاري ما كانت هكذا ترشدني، تبسط لي الحوار تعيدني إلى مذكرتي الصغيرة، أبحث فيها عن ما يسمح طرحه، أفكر بالصمت ومكان أتخذه ووقت أستقطعه لأنفاس تحلق. للصمت وجوه كلما نظرنا إلينا في أحيان نجدنا من يختار الصمت حتى نختبر الصبر داخلنا، وحتى نواجه الخطأ وحفرة تحريف الأقوال وحالة رضانا واختيارنا. «أعتقد هذا أفضل/ في الصمت تنظر/ إلى مقاعد فارغة/ تشاهد صورة الصمت/ وتفكر في رأي المسافة/ تعبير/ تميز ومكان/ رحابة الفكرة وذاتها/ أفكر.. أفكر في الصمت..! جملة بليغة تحمل دلالات كما دلالات البحر والشمس والغابات، الصمت لا يعني التراجع ولا القبول أو الخنوع، الصمت يعني التأمل والتفكير، ويعني العقل ويعني التحفز من أجل فضاءات أوسع، من أجل إشراق جديد وشمس جديدة وصبح جديد ومطرٍ يختلف عن الأمطار السابقة، وروح تنبض بالحياة وتعمل تحت مظلة التأمل والعقل والتفكير والابتكار والإبداع، الصمت يعني للإنسان الكثير في مواجهة الصعاب، ويعكس القدرة على التفكير، الصمت يعني التعامل مع مشكلات الحياة.