أحمد العسم يكتب: زحام في الأذن الوسطى

  • 2/12/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القلق فمه واسع والظروف أقوى إذا شاءت تسعدك بدعوة الحضور، وتمنعك ظروف تشبه الحاجز عن الحضور، كلما أيقظت الفؤاد وأحضرت للمناسبة ما يناسبها، شيء ما يحضر في أذني الوسطى مثل الضجيج، عالي الصوت، أسمع العازف والعازفين ولا أراهم، آخذهم إلى المجهول ويعودون أكثر فضولاً، أمنعهم عن الخطوة التالية يمتدون خطوات في طريقي، موزعين مثل سعي النمل على سكر منثور، بدأت إنشاء مقاومة تمد جسدي بالتقارير، تنير الدرب ولا تفلسف الأمور التي يبحث عنها مهمل وبطيء، في الذات تستقر الحقيقة إذا بحثنا عنها، هي أمكنة الصدق دون مجاملةٍ، يريدها البعض حسنات وتقيه الشر وتبعد عنه الجاثم على الصدر، بالأمس أخطرني الطبيب بأن علي توخي الحذر من التفكير الممل، وأن أبتعد عن مزاحمة أذني في دخولها إلى الاستماع لكل عالٍ ومرتفع، وأن أسكت فضولها بالنصح، قال لي: أبعد كتفك عن كل مزاحم يريد التقدم، سيصل وأنت أيضاً ستصل، قف كسائق أجرة ينتظر ولا تعارض سائقاً يفتك بالشارع ويروع الآخرين بطيشه، قال المحارب الحقيقي يستطيع التحمل، قرأت هذا في نبضك وأوردة دمك، لا تستعجل النتائج، الكثير من الإيجابيين أخذوا السنوات بالصبر وتحملوا الأعباء واشتغلوا على فكرة تخصهم وحدهم، اللطف دائماً يسكن النفس التي تواجهه، وردودها في رضا وقبول، وتكمن في ردة فعلها الجميل اللطيف، أشكر الطبيب الذي وخز جسدي بإبرة ونبهني على بالي الطويل الذي أتمتع به، ومن الحيرة أني خرجت من عنده بنتائج مرضية ووصفة علاج استقرت في ذهني. إنه جدار آخر بأربع أضلع دون سقف، هذا ما نريده لإبعاد القلق الحياتي واليومي، نحن في أشد الحاجة إلى التخلص من كل ما نسمع من استعراض وإبهار وألوان سارقة للعين، حتى أننا في وقت وجدنا حيرتنا في حيرة لا نميز الأشياء ولا نعرف أسماءها، وجدت في مرات أني أمشي وحيداً، رغم كثرة الازدحام، لم أبحث عن الباب، وإنما الباب أسرع لي حتى أخرج، إن الاستقرار الذهني مهم يوضح لك الأمور ويحددها، وفي متناول أيدينا التي نبحث عنها. لِم نترك الشك في أجسادنا ونعجز عن إزالته، يمكننا المقاومة، يمكننا ذلك. «زحام في أذني رعشات ثقيلة في أنفي علينا تنشيف الأدوار، نبقيها صور زحام متكرر، أحياناً نقضيه وأحياناً ينقلب متفاخراً إنه انتصر زحام في أذني الوسطى».

مشاركة :