محمد عبدالسميع (الشارقة) شهد المقهى الثقافي في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 34 ثلاث فعاليات مهمة أقيمت مساء أمس الأول هي: أمسية حول كتاب (صحافة الإمارات من الهواية إلى الاحتراف) أدارتها الإعلامية عائشة العاجل، وتحدث فيها الزميل الدكتور محمد يونس من صحيفة الاتحاد، وندوة بعنوان، «الحركة الشعرية بدولة الإمارات»، تحدثت فيها الشاعرة الإماراتية مريم الهاشمي، وندوة بعنوان «الفن التشكيلي في مرآة الوعي العربي» للشاعر والناقد التشكيلي المصري محمد مهدي حميدة، وأدارها الكاتب عبد الفتاح صبري. وفي مستهل ندوته، قال الدكتور محمد يونس: تقدم الصحافة الإماراتية تجربة فريدة من نوعها، جمعت في سنوات قليلة معظم المراحل التي مرت بها الصحافة على مدى تاريخها، وشكلت ثراء في النشأة والتطور لا يقوم على حرق المراحل وإنما يستوعب ظروف التطور على المستويين المجتمعي والإعلامي.وأضاف: يستعرض الكتاب العوامل التي مهدت لظهور الصحافة في الإمارات، ويرصد نشأتها، وملامح الاحتراف، كما يعرض للأشكال والفنون الصحفية التي استخدمتها الصحف، وأبرز القضايا التي تناولتها. وأوضح أن أبناء الإمارات ينفردون ببعض الظواهر في تاريخ الصحافة العربية، بعضها متعلق بالصحافة الوافدة، والآخر المخطوطة حيث شهدت الإمارات أولى المحاولات الصحفية في نهاية العشرينيات من القرن العشرين، حينما أسس إبراهيم بن محمد المدفع أول صحيفة، هي (عُمان) تكتب باليد، وكان يجمع مادتها من الصحف الوافدة، ثم تلتها (العمود) 1932م، و(صوت العصافير) 1933م، و(النخي) 1934م في العين. وأشار إلى أن هناك اختلافاً حول بداية الصحافة المطبوعة، بعض الباحثين يرى أنها بدأت عام 1961م بصدور صحيفة «الديار العمانية»، وبعضهم يرى أن مجلة «أخبار دبي» التي صدرت عام 1965 هي أول مطبوعة بالشكل المتعارف عليه. وأضاف: يمكن القول إن الصحافة الإماراتية بشكلها الاحترافي مرت بمرحلتين، هما: مرحلة البناء والانتشار (1965 1995م)، وشهدت هذه المرحلة صدور الاتحاد 1969م في أبوظبي، وتلتها صحف الخليج، والبيان والفجر والوحدة. ومن سمات صحف تلك المرحلة: المهنية المؤسسية، ندرة العناصر المواطنة، استقدام تقنيات حديثة، الدعم الحكومي، التشابه في المضمون. أما مرحلة النضج والتطور (1995 حتى الآن) من أبرز ملامحها: تأثرها بالتغيرات التقنية والإلكترونية، وثورة الاتصالات وظهور الصحافة الإلكترونية. واتسمت بعدة سمات منها: نضج التجربة، تزايد تواجد الكادر الوطني، تزايد استخدام التقنيات الحديثة، استخدام التحرير الإلكتروني، ظهور النسخ الإلكترونية. وأشار إلى أن الصحافة الإماراتية شهدت أيضاً صدور العديد من المجلات العامة، وهي مجلات أسبوعية تتناول قضايا متنوعة في مختلف المجالات، واستعرض أبرز ملامحها.واختتم: الصحافة الإماراتية قطعت المسافة بين الهواية والاحتراف في عدد محدود من العقود مستفيدة من تراكم معرفي استمر قروناً منذ نشأة الصحافة. وتحت عنوان «الحركة الشعرية بدولة الإمارات» تتبعت الشاعرة الإماراتية مريم الهاشمي أهم محطات الشعر المعاصر في الإمارات، رابطة بينه وبين موقع الإمارات الاستراتيجي، جعلها ملتقى لحضارات عديدة هندية وفارسية ويونانية أيضا، ولا شك في أن الملاحة تنقل القيم والعادات والعقائد والعرف والثقافات والأنظمة الاجتماعية والسياسية، ولقد كان الخليج العربي أساساً مهما لهذا التفاعل الحضاري.وأضافت: «من الصعب أن نؤرخ شعر الإمارات المعاصر، أو حتى معرفة أهم محطاته، وفق تسلسل تاريخي، أو منهج نقدي يميز التقليدي منه عن المجدد، لأنه بذلك لا نفي بعض الشعراء حقهم، فالشعر في الإمارات سلك طريقين: النبطي، والفصيح، فكان الإقبال على النبطي من قبل مجالس القوم أكثر، وإن كان هناك تشجيع من الجماعات المثقفة للفصيح، ويعود السبب في ذلك إلى محدودية النشر والتوزيع، في القديم أو انعدامها».وأكدت الهاشمي أن الحركة الأدبية أفرزت عدداً من الشعراء الذين أسهموا في بلورة أدب عربي متميز، ويعد سالم بن علي العويس واحداً من أهم الشعراء الذين أنجبتهم تلك الحركة، إلى جانب الشعراء مبارك العقيلي، والشيخ أحمد بن سلطان، خلفان بن مصبح، وسلطان العويس، وإبراهيم المدفع وصقر بن سلطان القاسمي. وتناول محمد مهدي حميدة في ندوة «الفن التشكيلي العربي في مرآة الوعي العربي» مشاهد عديدة من مسيرة الفن الإنساني منذ عصور الكهوف حتى الفنون المعاصرة، كما قدم مشاهد بانورامية لحركة التشكيل العربي من المحيط إلى الخليج، والفنون الحضارية التي تزخر بها المنطقة العربية.
مشاركة :