عادة ما يكون الخجل والرهاب الاجتماعي ناتجاً عن زيادة نشاط اللوزة العصبية وهي جزء من الدماغ وظيفته إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية والاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق، حيث إن الأفراد الذين يغلب عليهم الخجل تكون عندهم اللوزة العصبية حساسة جداً لأسباب وراثية. وينظر الأشخاص الخجولون والقلقون إلى المواقف الغريبة التي لم يمروا بها من قبل على أنها تهديد يحدق بهم، وهذا الشعور بالتهديد يمكن أن يكون مفيداً إذا كان هناك حيوان شرس يلاحقك، حيث سيكون عقلك منصباً في التركيز على ما هو ضروري لإنقاذ حياتك، لكن إذا انتابك القلق والخجل في حفلة عشاء أو عندما يدخل مديرك على مكتبك فإن ذلك ليس جيداً أبداً. إذا كنت تعاني من الخجل والرهاب الاجتماعي، عليك اتباع الخطوات التالية: 1- تعامل مع الموقف وكأنه طبيعي: تكمن الخطوة الأولى بالتعرف على التفاعلات الكيميائية التي تدور في دماغك، عندما تشعر بالخجل أو القلق. أنت لست مريضاً، فذلك مجرد إحساس يولده دماغك لأنه حسّاس للمؤثرات الجديدة، ما يجعلك تمضي قدماً بحذر شديد لا لزوم له، وبمجرد معرفة هذا الأمر، فإن ذلك سيساعدك على الاسترخاء في المستقبل. لا حاجة للخجل أو القلق، أخبر نفسك أنها مجرد بعض التفاعلات الكيميائية والخلايا التي تتفاعل مع الموقف الخارجي الذي تحسبه خطراً، فلا حاجة للذعر إذا تسارعت دقات قلبك أو تعرقت يداك، فهذا الإحساس سيمضي سريعاً بعد مدة وجيزة. 2- لا تدع الأفكار السلبية تنخر في عقلك: عندما تريد أن تقدم محاضرة، هنالك دائماً ثلاثة أنواع من المحاضرات تدور في ذهنك: المحاضرة التي أعددت لها، المحاضرة التي قدمتها فعلاً، المحاضرة التي ترغب في تقديمها. وعندما تركز تفكيرك على الأشياء الإيجابية التي يمكن أن تقدمها في محاضرتك، فستتمكن من التحدث بشكل جيد ومن دون مخاوف. من جهة أخرى، عندما تغادر الاجتماع أو حفل العشاء مع الزملاء، لا تفكر في أنه لو قمت بشيء ما لكانت صورتك تبدو أفضل بين المجتمعين، أو أنك لو لم تقل ذلك لكان أفضل، فالتفكير بالأشياء السلبية والتركيز عليها، سيجعلك تعتقد أنك إنسان يقول كلاماً غير مناسب خلال المناسبات الاجتماعية، لذا لا تمعن النظر بهذه الأشياء وامض قدماً. 3- لا تضغط على نفسك: لا تضغط على نفسك لتصبح مثيراً للاهتمام أو أكثر كلاماً، فقط كن على طبيعتك، ولا تقلد الآخرين لأن ذلك يجعلك متوتراً. 4- لا تفزع وتوقف لوهلة: لا داعي للذعر في المواقف الاجتماعية، فإذا سألك أحدهم سؤالاً، توقف لوهلة وفكر بالسؤال ملياً، وأجب عنه بالصورة المناسبة. معظم الذين يعانون من الخجل والرهاب الاجتماعي، عادةً ما يشعرون بالحاجة إلى الرد على الأسئلة بسرعة، لكن لا داعي إلى ذلك، فعندما تأخذ وقتك في التفكير بالسؤال، ستكون إجابتك أفضل وأكثر حكمة، وهذا يساعدك على زيادة ثقتك بنفسك والتخلص من الخجل.
مشاركة :