( فطن ) كلمة أصبحنا نشاهدها بكثرة في الآونة الأخيرة وخصوصا في إعلانات الصحف وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى ، ( فطن ) هي شعار البرنامج الوطني الوقائي للطلاب والطالبات والذي تشرف عليه وزارة التعليم وذلك بهدف وقاية الأبناء والبنات من المهددات الأمنية والاجتماعية والثقافية والصحية فهو برنامج يستهدف المجتمعات التعليمية والأسرة وذلك بالتعاون مع عدد من الوزارات والجامعات . ( فطن ) في اعتقادي من أهم البرامج الوطنية وخصوصا أنه يطرح خلال هذه الفترة الهامة والتي يمر بها وطننا العزيز والتي تتطلب منا جميعاً أن نكون على مستوى عال من النباهة والحصافة ، فهو برنامج يستثمر في الجيل القادم ويعمل على صناعة جيل ذكي يعي دوره في الحياه ويحيط بما حوله من أحداث ويستوعب مايحاك ضده من مؤامرات ويستطيع أن يواجه التحديات ويتغلب عليها فهو برنامج يحمل رسالة التعليم والتي تسعى لإيجاد جيل مؤمن بدينه، وسطي في منهجه، محب لقادته ووطنه . مشاكل الجيل الحالي كثيرة فكثير منهم ومع الانفتاح الذي سهلته وسائل التواصل المختلفة أصبح يعيش عدة أزمات سواء في الهوية أو الثقة أو حتى الانتماء ، كما أن بعضهم لم يجد حتى الآن البيئة المناسبة التي تساعده على اكتشاف مواهبه وتطوير قدراته وعلى هذا الأساس فإن برنامج ( فطن ) سيسعى إلى تنفيذ برامج تأھیل وتدریب لتعزیز قدرات المشرفين والمدربين للعمل على تعزیز الھویة الوطنیة للطالب والطالبة ، وتشجيعهم لكسب المھارات الشخصیة والاجتماعیة التي تساهم في صقل مواهبهم وتكوین الاتجاھات الإیجابیة لديهم لخدمة مجتمعهم ووطنهم ، كما يسعى إلى وقاية أبنائنا من الانحرافات الفكرية والسلوكية والتي تتمثل في التعاطف مع الجماعات المتطرفة ودعم قضاياها والسعي للانتماء إليها أو تبني أفكارها الضالة ، بحيث يكون قادراً على التمييز بين الأفكار الصحيحة والخاطئة والتمييز بين الحق والباطل وبين الحقيقة والوهم . برنامج ( فطن ) برنامج طموح ذو أهداف إستراتيجية عظيمة وغايات نبيلة فهو منهج قيِّم للأجيال القادمة افتقدته الأجيال السابقة ، وحتى ينجح هذا المنهج فإنه لايحتاج فقط إلى إعلانات أو دعاية بل يحتاج أيضا إلى قدرات ومهارات إشرافية متخصصة لتقوم بتطبيقه كما يحتاج إلى خطة زمنية ومعايير علمية واضحة لقياس أثره بين الطلاب والطالبات ونتائج هذا البرنامج لن تظهر على الأوراق أو في التقارير بل يجب أن نراها في الأجيال القادمة بحيث يكون لدينا مستقبلاً جيل فطن بإذن الله . Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :