«أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022» الذي انطلق أمس، بمحاوره الثلاثة «التعاون الدولي والقيادة، والتنمية الاقتصادية، والتكنولوجيا والابتكار»، يحتضن أيضاً محوراً رئيساً لاستراتيجية الإمارات بشأن حماية المناخ العالمي، والمساهمة المباشرة في إيجاد كل الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. فالإمارات لم تضع هذه الاستراتيجية لتحاكي الساحة المحلية فقط، بل أطلقتها إقليمية دولية، وطرحت المبادرات والمشاريع التي صارت مثالاً يحتذى به لدى العديد من الدول. والإمارات وضعت خطة متميزة لمواجهة التغير المناخي، والاستدامة البيئية بشكل عام، وهي حماية المناخ استباقياً. أي التركيز على الإنجازات التي تحققت، خصوصاً أن الاتفاقيات الدولية مهما كانت شاملة ومحكمة بشأن الحفاظ على المناخ، لا قيمة لها إذا لم تُنفذ. ونحن شاهدنا في السنوات الماضية، كيف أن آلية الرقابة غائبة عن آليات التنفيذ في بعض البلدان. إنه مخطط، يدفع المسيرة العالمية بسرعة أكبر، ويختصر الزمن. و«مؤتمر أبوظبي للاستدامة» الذي يشارك فيه أكثر من 500 من القادة العالميين، كرؤساء وصناع السياسات وكوادر وقادة القطاع، هو أيضاً منصة دولية مهمة جداً، ترفد المسار الإماراتي نحو استضافة الدورة الـ 28 من «مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» COP28 في العام المقبل. وهذا المؤتمر يشكل المحور الأهم على صعيد حماية المناخ، ويفرض المعايير اللازمة ليس فقط لتحقيق الغايات، بل أيضاً لتوفير أعلى مستويات الرقابة على التنفيذ والالتزامات بين الدول الموقعة على الاتفاقيات فيه، مع الإشارة إلى أن المبادرات الإماراتية هي جزء أصيل من مخرجات المؤتمرات والتجمعات المعنية بالمناخ، سابقاً وهي كذلك لاحقاً، لأنها تتحول إلى محاور رئيسة فيها، وهو أمر اعتبره المبعوث الأميركي لشؤون المناخ جون كيري مهم لمستقبل الكرة الأرضية والإنسانية. هناك الكثير من الطروحات على ساحة المناخ، لها روابطها المباشرة بالتنمية الاقتصادية والتكنولوجيا والابتكار، وبالطبع التعاون الدولي. فبدون هذا التعاون لا يمكن لأي مخطط يستهدف حماية المناخ أن يحقق النجاح، أو على الأقل أن يقترب منه. وهذه نقطة محورية في الحراك الإماراتي بشكل عام، توفر مزيداً من الدعم للأرضية التي تقوم عليها الصحة وقضاياها، والحياد المناخي والهيدروجين ومستقبله، والاقتصاد الدائري وعوائده. إلى جانب الابتكار في مجالات مثل الزراعة والمياه والتنوع البيولوجي والاقتصاد الأزرق والتقنيات النظيفة وآفاقها. كل هذا يأتي بالطبع ضمن الرؤية الاستباقية للإمارات، التي تركز بالطبع على محاور عديدة، في مقدمتها الاستدامة في كل قطاع يصنع التنمية، ويساهم في دفع دورها على الساحة الدولية. والمناخ وحمايته وصناعة الأدوات اللازمة لذلك، هو هدف ليس فقط لحماية البشرية من الآثار السلبية التي يشهدها، بل لتكريس تنمية مستدامة تخص الأجيال القادمة، مثلما تهم الأجيال الحالية. الإمارات تقوم في الواقع بدور هام لصيانة الإنسان، وفق أسس تحاكي مستقبله.
مشاركة :