تواصل – فريق التحرير يصادف اليوم 15 جمادى الآخرة، العديد من الأحداث التاريخية، وفي هذه الفقرة تسلط “تواصل” الضوء على أبرز هذه الأحداث. 1333هـ.. هزيمة الطليان في معركة القرضابية في ليبيا في صبيحة يوم الخميس 15 من جمادى الآخرة سنة 1333هـ، الموافق 29 أبريل سنة 1915م، وقعت المعركة الفاصلة، معركة القرضابية، والتي شارك فيها جميع أبناء ليبيا، وشكلت البداية لاندحار الإيطاليين، فقد تسببت المعركة في سقوط الحاميات الإيطالية واحدة تلو الأخرى، وبحلول منتصف أغسطس من نفس العام، لم يبق بيد الإيطاليين إلا مدينتي طرابلس والخمس. أراد الإيطاليون إزاحة معسكرات المجاهدين المرابطة في نواحي النوفلية دور المغاربة، وجنوب سرت دور أولاد سليمان، وقرر الجنرال امياني بالتشاور مع حكومته وقيادته في روما استرداد فزان بأي ثمن، وربط برقة بطرابلس. ولتحقيق ذلك استعان بعدد من الخونة الذين استمالها الإيطاليون بالمال وبغيره، حيث سيّر جيشين، تعدادهما أربعة عشر ألفا، وأبقى الطليان المدافع والرشاشات في حوزتهم، وتحت رعايتهم، والرئيس الأعلى لهذا الجيش الجنرال امياني. وصل جيش امياني المكوّن من الإيطاليين وبعض من الليبيين المتعاملين معه من الخونة والمغرر بهم، مدعمًا بالمرتزقة الأحباش والإرتريين، إلى مدينة سرت. وكان في انتظاره المجاهدين الذين احتشّدوا بقيادة كل من القادة صالح الأطيوش وحمد بن سيف النصر وصفي الدين السنوسي، جنوب سرت قرب قصر أبو هادي. بدأ الطليان ومن يساندهم بالهجوم، والتقت طلائع المجاهدين، فابتدروهم بالرصاص، وحمي وطيس المعركة، واستشهد من المجاهدين في بداية المعركة نحو 400 شهيد، وفرح إمياني بذلك. وكانت الكرة للمجاهدين، الذين استطاعوا نزع علم الطليان من وسط المعركة، وشدوا من هجمتهم، فمزقوا حيش الطليان، ولم ينج منه إلا 500 جندي، وجرح الكولونيل إمياني ونقل إلى سرت مع من بقي من الجيش، وغنم المجاهدون معدات الحرب وعتادها؛ من إبل وخيل، وبنادق، ومدافع، ورشاشات. والتجأ فلول الطليان إلى مدينة سرت، حيث عاثوا فيها فسادا، وشهدت المدينة مذابح انتقامية استمرت ثلاثة ايام. ولما وصل إمياني إلى سرت جرد جميع الليبيين من الأسلحة، وعقد مجلسًا عسكريًا، وحكم بالإعدام على كثير من السكان ومن أبناء الليبيين الذين التجأوا إلى سرت. وكانت هزيمة الإيطاليين في معركة القرضابية، أكبر هزيمة تعرضوا لها منذ غزوهم ليبيا.
مشاركة :